“العين المفتوحة.. والفريق الأحمر”

العين المفتوحة.. ما هي هذه العين؟ هل هي تلك التي لنا كعضو حيوي في الجسد البشري نطل منها على الدنيا؟ أم إنها هذه الأخرى التي تنظر إلينا، وننظر إليها باستمرار عبر شاشات الأجهزة الإلكترونية بعد أن أصبحت رمزاً جديداً للعصر؟

سؤال مثير للاهتمام يدفعنا للبحث عن ماهية العلاقة بين الإنسان والذكاء الصناعي الذي يملك عيناً مفتوحة تشبه نافذة واسعة تشرف على عالمٍ من المعرفة، والمعلومات الهائلة.. ونحن بصفتنا مستخدمين ننظر من خلال هذه النافذة لاستكشاف العالم، وتعلم ما هو جديد، ولحل المشكلات المعقدة من خلال عين هي في الحقيقة أداة تمكننا من الوصول إلى ما نريد من المعرفة التي توسع آفاق تفكيرنا.

ومن زاوية أخرى فهذه العين المفتوحة (أوبن آي) نجدها تعمل في الوقت ذاته كعين مراقبة لنا. كيان ذكي يراقب، ويتعلم من تفاعلاتنا معه، فكلما استخدمنا هذه الأداة، تعلمت أكثر عن لغتنا، عاداتنا، وحتى أفكارنا.. وهذا بدوره يثير تساؤلات حول أسرار خصوصيتنا، وحول قدرة الذكاء الصناعي على فهمنا، وتوقع أفعالنا ذلك لأن علاقتنا بها هي علاقة تفاعلية، ومتبادلة. فنحن نستخدمها لتلبية احتياجاتنا، وهي تستخدمنا للتعلم منا، وتحسين أدائها.. فأيهما هو الأهم؟ سؤال عملي أكثر منه تقني فمن المنظور الأول نحن نحتاج إليها، ومن المنظور الثاني هي تحتاج إلينا، وكلا الجانبين له أهميته الخاصة.

وبعد أن وقعنا في موقع مَنْ تحاصره الحروب من كل اتجاه، وتتهدده الأوبئة التي تعد بانتشار سريع لها، ويتجاوزه الذكاء الصناعي ليستلب منه مئات الوظائف التي اعتاد البشر على القيام بها، وبعد أن نمت قوة هذا الذكاء بشكل مذهل وأصبحت تمثل نقطة تحولٍ في تاريخ البشرية.. أقول بعد كل هذا وأكثر أصبحنا في دائرة الخطر.. فالعين المفتوحة هي في الحقيقة مفتوحة على كل الاحتمالات، ولها رؤية لما وراء الحدود، وآفاقها الحالية كانت تبدو مستحيلة المنال حتى وقت قريب.

رحلتها أشبه ما تكون برحلة استكشافٍ في أعماق المحيط، حيث يغوص الباحثون في أعماق المعرفة، مستكشفين كنوزاً جديدةً من المعلومات، والقدرات، ومع كل اكتشاف جديد تتسع الرؤية، ومعها تزداد قدرتنا على الاستفادة من هذه التقنية في مختلف المجالات، وحل العديد من المشكلات التي تواجه البشرية بدءاً من الأمراض المستعصية، وصولاً إلى مشكلات التغيّر المناخي.

إلا أن هذه الرحلة لا تخلو من التحديات.. فالتلاعب بالذكاء الصناعي يفتح الباب أمام أسئلة أخلاقية، واجتماعية عميقة، إذ كيف يمكننا ضمان استخدامه لخدمة البشرية، وليس لتدميرها؟ وكيف يمكننا حماية أنفسنا في عالمٍ تسوده الأنظمة الذكية؟ أمام هذه الأسئلة المربكة كان على الدول التي ابتكرتها أن ترصد للعين الذكية عيناً أخرى حمراء تراقبها وتزجرها إذا ما التمع فيها بريق الشر، والتهديد، تتمثل في فريق اسمه الفريق الأحمر ومهمته كبح جماح الذكاء الصناعي، وتنظيم عمل الشركات القائمة عليه، ومن مهامه أيضاً المراقبة، والقيام باختباراتٍ لتقييم مدى خطورة التطبيقات الجديدة، والأنظمة الجديدة التي تنتجها الشركات، وتحديد المعايير التي تضمن السلامة قبل إطلاقها.

إنها معركة بين الطموح والحذر، بين الرؤية الوردية والتحذير المرعب، بين سلامة البشر وخطر السلاح البيولوجي، والآخر النووي الذي يدعمه الذكاء الصناعي، وفي خضم هذا الصراع، يزداد إدراك البشر لهشاشة وضعنا في مواجهة قوى تكنولوجية قد تفلت من السيطرة.. وكأن العين المفتوحة للفريق الأحمر ستكون بمثابة الصوت الناقد الذي نحتاج إليه لتوجيه مسار التطور التكنولوجي نحو خدمة البشرية بأمان ليكون المستقبل مشرقاً، مملوءاً بالإمكانيات والفرص لا مظلماً، مملوءاً بالمخاطر والتحديات؟

 

آخر الأخبار
مؤسسة بريق للتنمية ..دعم مبادرات الشباب واليافعين والمرأة كيف يشعر الإنسان بالاغتراب في المكان الذي ينتمي إليه؟ مبادرات مجتمعية تنهض بالنظافة في حي الزاهرة بدمشق التضليل الإعلامي.. كيف تشوه الحقائق وتصنع الروايات؟ "نسمع بقلوبنا" عشر إشارات تكسر حاجز الصمت جدران مصياف تروي قصصاً فنيّة اتفاق الكنائس والإدارة الذاتية حول المناهج التعليمية.. خطوة تهدئة أم بداية لتسوية أوسع..؟ الحكومة الألمانية توجه دعوة رسمية إلى الرئيس الشرع لزيارة برلين فواتير بالملايين ودخل ضعيف.. حيرة الحلبيين مع الأعباء الاقتصادية سوريا كنز سياحي يؤهلها لجذب 40 مليون سائح سنوياً كأس العالم للناشئين.. بداية قوية للبرتغال وتونس الهلال يعزز صدارته لدوري أبطال آسيا للنخبة الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار الإعلام السوري في عصر التحوّل الرقمي..يعيد صياغة رسالته بثقة ومصداقية سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار