الإنجاز الرياضي أن يتحقق إلى ما أبعد من التطلعات، بإمكانات محدودة جداً، على حساب منافسين أوفر إمكانات وأفضل ظروفاً، وتصب الترشيحات في بوتقتهم! أما أن تحقق ما هو مطلوب، بالحد الأدنى، فهذا ليس إنجازاً بذاته، بل نجاح في بلوغ هدف مرحلي، في متناول العين واليد بآن معاً.
وفي عالم المستديرة الساحرة يضيق المشهد ليقتصر على منتخب الرجال فحسب، فهو المعني بالحكم على التصنيف والمرتبة الدولية، وإليه ترنو العيون وتهفو النفوس وتخفق القلوب ويستقطب الأضواء، لكننا، مع توالي الانتكاسات وتعاقب الإخفاقات، وشلال الإحباطات التي أحاطت بمنتخبنا الأول، تأتي ردات أفعالنا خارج السياق، ومحاولات للهروب إلى الأمام، لنصرخ بملء حناجرنا، أن كرتنا بخير.. قواعدها بخير.. مواهبها وخاماتها بألف خير.. ضاربين الأمثال بما حققه منتخبنا الشاب من التأهل لنهائيات كأس آسيا، وسبقه منتخب الناشئين الذي توج بطلاً لغرب آسيا..!! وقبل هذا وذاك فوزان نظيفان لمنتخبنا الأول على منتخبين مغمورين، في بطولة ودية..!!
أي فوز أو لقب خلبي، نسميه إنجازاً وربما إعجاز، وفي هذا دلالة واضحة على ما وصلت إليه كرتنا من تراجع، وليس لفتاً للانتباه أننا وضعنا كل السنوات والعقود العجاف خلف ظهورنا..