أرضُ الغوايات

هل من الترف حديثنا عن السعادة وطرق الوصول إليها في بلاد أتعبتها الحروب وأوجعتها الأزمات..؟

لهذا السبب تحديداً يعود صدى صوته إلى ذهنها.. كفسحة جمالية وحيدة تنتشلها من كل البشاعة المحيطة.

بنبرة صوته الصادقة.. والواثقة، بدأت صداقتهما أو قصتهما…

ولن تنسى موجة الاندفاع والحماسة التي غلّفت حديثه وما تضمّنته من جرأة وظّفها كنوع من “بهارات” تمنح كلماته ما أراد لها من تشويق يشدّ مفاصل “الارتخاء”، حسب ظنه.

المفاجأة أن تلك الصداقة/العلاقة استمرت، والتي لم تملك من وجهة نظرها في بدايتها، أي فرصة للاستمرار.. وهو ما كان مصدر جاذبية بالنسبة لها..

جذبتها لعبة الاختلافات.. وكيف تحولت إلى غوايات..

كيف نندهش من أشياء لا نعتقد أنها ستكون في يوم من الأيام مصدر دهشة وإعجاب بالنسبة لنا.

لكن مما اندهشتْ وأُعجبت..؟

هل اندهشت منه أم من نفسها..؟

هل أُعجبت بالحالة كلّها..؟

من الأشياء الجميلة التي ذكرها الكاتب والفيلسوف الفرنسي “لوك فيري” التي تمنح المرء سعادته، هي (أن يُعجب).

الآن تعيد تأمّلَ ما حدث معها.. وتتذكّر تلك اللحظة التي اخترقتها وكانت فارقة عن سواها.. والتي دفعتها إلى تجاوز أمور لم تعتقد يوماً أنها قادرة على تجاوزها..

وكأنها بذلك وصلتْ إلى نقطة أخرى يذكرها “لوك فيري” لتحصيل السعادة، وهي (الانفتاح) أو منح الأفق الخاص بنا أمداءً جديدة.. أي الرحابة واستكشاف مناطق فكرية أخرى بعيداً عن الانغلاق وضيق الرؤى السائدة والتقليدية.

كل ذلك وفّرته لها تلك الصداقة..

هل وصلتْ بها إلى حدود الحبّ..؟

وبهذا يتحقّق بندٌ آخر ذكره “لوك فيري” في طريق السعادة.. وهو(أن تُحبّ).

ما تدركه من كل ما مرّتْ به، أطيافٌ من تقلّبات.. تناقضات.. وربما مفارقات الحبّ..

هل يعني ذلك أنها فعلاّ أحبّته..؟

هل شعرتْ بذاك الامتلاء الذي يوفّره الحبّ..؟

فالحبّ إن لم يكن إحساساً بالامتلاء بعد كلّ فراغٍ نشعر به، لا لزوم له.

نُقبل على الحبّ لأننا نظن أنه انتصارنا الأجمل.. الذي يشفينا من كل حالات الخذلان والخيبات.. لأننا نرى فيه ملاذنا الأوحد..

ولهذا تزداد حاجتنا للحبّ اطراداً كلّما قلّت جماليات العيش وسعادته..

كأنه بذلك حالة تعويضية.. وبالتالي نحمّله أكثر مما يحتمل.

بنبرة صوته الصادقة.. تستعيد تفاصيل الحكاية.

هل أحبّها.. وكانت فيض امتلاء لكل الفراغات التي عبّر عنها..؟

يبدو أن قوة الحبّ تتأتّى من قدرته على ملء تلك الفراغات..

وفي كل مرّة نخال فيها أنها انتهت، تعود لتظهر من جديد على سبيل اختبار الحبّ والتأكّد من مدى جودته..

ألم يقل أحدهم إن الحبّ الحقيقي يبدأ بعد انتهاء الإعجاب والحماسة والافتتان واندفاعاته غير المشروطة..

يبدأ بعد الكثير من الاختلافات والمشكلات والمشاجرات.. بمعنى بعد أن تنكشف القشرة الخارجية للعلاقة ويظهر اللبّ للعلن.. كأنه أرض غوايات.. نلتصق بها ولا نستطيع مغادرتها.

 

 

آخر الأخبار
صراع الأجيال.. بين الماضي والحاضر انطلاق حملة لإصلاح شبكة الصرف الصحي في كفرسجنة لتعزيز البنية التحتية معاذ الخطيب يطرح رؤية شخصية لحماية وحدة سوريا ورفض الانقسام والتدخلات الخارجية رغم محاصرة النيران.. السبعينية زيزوف علي متمسكة ببيتها وأرضها بوابة لإحياء الاقتصاد وبناء المستقبل.. تحديد موعد المؤتمر الاستثماري الأول بحلب شعار "حق تقرير المصير" .. محللون: انفصال السويداء غير واقعي ولايستند إلى مقومات فعلية مجلة أميركية: عودة اللاجئين السوريين مرهونة بالأمن وإعادة الإعمار وضمان الحقوق عون يؤكد حرص لبنان على تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع سوريا تطبيقات عملية حول الرعاية والاهتمام بكبار السن .. فريق للرعاية الصحية لنوب السقوط عند المسنين إنتاجية الهكتار تصل إلى 10 أطنان.. عودة مبشرة لزراعة الذرة الصفراء في حلب تسوّل الأطفال.. الأسباب والحلول.. مافيات أَمِنت العقوبةَ فأساءت الأدبَ بين البلعوس و الهجري: اختبار جديد لوحدة السويداء ومستقبلها السياسي وزير الصحة ومحافظ إدلب يبحثان تطوير الخدمات الصحية في المحافظة "بالعمل نبنيها وبقلوبنا نحميها".. حملة خدمية جديدة في خان شيخون لتحسين الواقع الخدمي    البلعوس: أبناء السويداء متمسكون بوحدة سوريا والهجري يجر المحافظة نحو الانقسام شيزوفرينيا الصوت المسموم وعصفورية "الاستقلال" تعزيز الشراكة لتمكين المرأة السورية.. اجتماع رفيع المستوى بين وزارة الطوارئ وهيئة الأمم المتحدة للمر... مناقشة تعزيز الاستقرار وسيادة القانون بدرعا  "الأوقاف" تعيد "كندي دمشق"إلى المؤسسة العامة للسينما  سوريا و"الإيسيسكو" تبحثان التعاون العلمي وحماية التراث الثقافي في سوريا