شهداء على دروب التحرير.. جرحى بانتظار بلسمة للجراح.. بعضهم ناجون من محارق الإبادة.. والبعض الآخر يبكي أباه وأمه وطفله ورضيعه ومنزلاً كان ذات يوم يؤويه ومسكناً كان يحميه.
المكان غزة والجنوب اللبناني.. والزمان اليوم والأمس وما قبل قبل أمس..
هناك حيث كان ثمة من قاوم وتشبث بأرضه وحقه في الحياة ما استطاع، إلا أن آلة الإجرام الإسرائيلية كانت لصموده بالمرصاد.
آلاف الفلسطينيين واللبنانيين ارتقوا.. واللافت هو المجتمع الدولي الذي يكتفي بتعداد الشهداء والجرحى دون أن يحرك ساكناً أو يضع حداً لجرائم الإبادة والمحارق التي يرتكبها المحتل الإسرائيلي بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى.
هم ليسوا مجرد أرقام.. و لم ولن يكونوا كذلك في يوم من الأيام.. حتى وإن أغمضت الأسرة الأممية أعينها عامدة متعمدة عن مأساتهم، وأوصدت آذانها عن أنين آلامهم وابتلعت لسانها عن هول ما يتعرضون له من مذابح وحشية.
غزة باقية وكذلك لبنان رغم الجراح والدماء والخراب.. فالحق يعلو ولا يعلى عليه.. والاحتلال إلى زوال رغم أنوف الواهمين.. ونتنياهو حتى وإن لوح بعصا توسيع نطاق العدوان إلا أن ما عجز عن تحقيقه خلال مئات من الأيام مرت.. لن يناله بيوم أو شهر أو حتى سنة.