الثورة- مها دياب:
مع بداية كل عام دراسي يتنافس الكثير من التلاميذ لتولي مركز العريف لكل صف مدرسي ممن يرون أنفسهم أهلاً لذلك، بل إن الكثيرين يعتبرونه حلماً لهم يحاولون وصوله، لما له من وقع في أنفسهم، ولأنه يعتبر مصدراً للفخر والتمييز من قبل التلميذ وأهله.
تكون مهمة «العريف» ضبط التلاميذ ما بين الحصص وتجهيز الطلبة للحصة، وفي حال غياب المدرس يقوم بضبط الصف منعاً للمشاغبة والأصوات العالية التي تشوش على باقي الصفوف، كما يقوم بمهمة أخذ الحضور والغياب، والطلب من التلاميذ أن يقفوا احتراماً للأستاذ.
العمل الجماعي
المرشدة الاجتماعية ثناء عبود تحدثت لـ «الثورة» عن أهمية ترشيح واختيار العريف من قبل زملائهم قائلة: في السابق كان يتم اختيار العريف من قبل المدرسين، ولكن الآن يتم اختياره عبر ترشيح التلميذ نفسه ويقوم بعمل إعلان ماذا سيقدم لزملائه في الصف، ومن ثم يتم التصويت للمرشحين بأخذ الأصوات والفائز يأخذ أكثر الأصوات.
من هنا تأتي أهمية هذه الخطوة أن الترشيح والاختيار من قبل باقي التلاميذ يعودهم على المسؤولية والعمل الجماعي أن يكون الاختيار مفيداً ويحقق مصلحة الصف، الأمر الذي يعطيهم ثقة في أنفسهم ومعارفهم وعلى المدى البعيد أثناء مشاركتهم في أي ترشح أو انتخابات باختيار الأفضل وبحيادية.
صفات العريف
أكدت عبود على أن العريف المرشح يجب أن يمتلك العديد من الصفات التي تؤهله لهذه المهمة التي تعتبر مركز اهتمام الجميع وحلماً لدى البعض في الصف وأهمها أن يكون محبوباً، ولديه شخصية قوية قيادية ليستطيع إدارة الصف في حال غياب المدرس أو طلب منه ذلك لأي سبب كان، والأهم أن يكون لديه صفة الصدق، لأنه في كثير من الأحيان يطلب منه كتابة أسماء المشاغبين ولكي لا يظلم أحداً بكتابة الاسم لتصفية حساب أو عدم محبته لذلك التلميذ المكتوب اسمه ظلماً.
أيضاً يجب أن نؤكد على ضرورة أن يكون العريف مجتهداً ونشيطاً ومعطاءً كي يكون قدوة يقتدي به باقي زملائه وأصدقائه.
عقدة العريف
كما أضافت أنه للأسف في كثير من الأحيان يرى نفسه العريف في مرتبة أعلى من زملائه وأصدقائه وحتى أهاليهم يعززون هذا الشعور داخلهم، ويتفاخرون كون ابنهم أو ابنتهم عريف صف وأنه الأفضل والمميز لذلك تم اختياره.
وبمنظار ما نجده أنه لم يقم بمهمته جيداً لبعد زملائه وأصدقائه عنه وشعورهم بالخوف من الوشاية بهم زوراً وبسبب تعاليه يخسر مودتهم واحترامهم.
الإرشاد النفسي
تؤكد المرشدة الاجتماعية على ضرورة تدخل الإدارة والإرشاد قبل انتخابات العريف من أجل شرح دورهم ومهماتهم تجاه الصف وتجاه زملائهم بشكل واضح، وفي حال وجود أي مشكلة من قبل أي عريف يتدخل الإرشاد ويساعده لمعرفة دوره وكيفية اكتساب محبة زملائه. ومساعدتهم والتعاون واللعب معهم، وأن تميزه يكون بنشاطه واجتهاده وتحقيق مصلحة الصف.