الثورة – الشارقة – سعاد زاهر:
هل تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي مساحات للحرية الكتابية والإبداع مما يتطلب شجاعة ومرونة في مواجهة مختلف أنواع التحديات.
بداية اعتبر الكاتب المصري إبراهيم عبد المجيد أن منصات التواصل الاجتماعي تفرض نفسها بشكل لا يخضع لقوانين واضحة، مشيراً إلى أن البعض يجد فيها وسيلة للتعبير.
وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهم فى إلهام الكاتب من خلال أفكار عفوية وحكم تخرج من الناس دون قصد.
وأكد أن حرية الكاتب تكمن في الكتابة بحرية ودون انتظار المكافآت، موضحاً أن كتابة الرواية قائمة على متعة الكتابة والصدق الفني، وليست بهدف الربح، كما شدد على أهمية استخدام الترميز عوضاً عن التصريح بأسماء شخصيات حقيقية، ما يعزز ذكاء الراوي ويحمي خصوصية الآخرين.
جاء ذلك خلال الجلسة حوارية التى عقدت ضمن فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذى تنظمه هيئة الشارقة للكتاب.. واستضافت الروائيين إبراهيم عبد المجيد، وعلي بدر، وخافيير سيركاس، وعبدالإله بن عرفة، وإيمان اليوسف، وأدارتها الدكتورة مانيا سويد.
وقال الكاتب المغربي عبد الإله بن عرفة: إن تجربته في الكتابة تأثرت بشخصيات تراثية مثل الغزالي ولسان الدين بن الخطيب، وتجلت معاني حرية التعبير في مسارات مختلفة من حياتهما، مشيراً إلى أن مفهوم “الأدب الملتزم” برز في بداية القرن العشرين، عندما استقل الأدب عن المؤسسات السياسية والدينية، مما أدى إلى ظهور “المثقف” كنموذج للالتزام تجاه القضايا المجتمعية.
من جهتها أكدت الكاتبة الإماراتية إيمان اليوسف أن الكتابة كانت دوماً وسيلة للتعبير عن الرغبة في التحرر، سواء أكان تحرراً ذاتياً داخلياً أم خارجياً مما يمر به الكاتب، وأشارت إلى أن الكتابة بدأت منذ عصور قديمة، عندما أراد الإنسان أن يترك أثراً على جدران الكهوف ليعبر عن رغباته وأفكاره بحرية، لافتة إلى أن العديد من النساء في التاريخ اخترن الكتابة بأسماء مستعارة، في دلالة على سعي الإنسان المستمر نحو الحرية، حتى إن اضطر إلى إخفاء هويته.
وتحدث الكاتب الإسباني خافيير سيركاس عن التحديات الاقتصادية التي يواجهها الكاتب في الحفاظ على استقلالية الكتابة، مشدداً على أهمية الوقت والالتزام المطلوبين لكتابة الرواية التي قد تستغرق سنوات من العمل الجاد، موضحاً أنه يعمل أكاديمياً في الجامعة ويعتبر نفسه محظوظاً لأنه يستطيع كسب العيش من كتبه، وهو أمر نادر في بلده، وقليل من الكتاب الإسبان يحققون دخلاً كافياً من الكتابة، وأكد سيركاس أهمية أن يكتب الكاتب ما يشعر بضرورة كتابته، وأن يكون مستعداً للكفاح من أجل ذلك.
وفي حديثه عن تحديات الإبداع، بين الكاتب العراقي علي بدر أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت سلاحاً ذا حدين؛ فهي تتيح النشر وفي الوقت ذاته تشكل مصدراً للرأي، مما يعكس واقعاً جديداً على الكاتب التعامل معه.
وأكد أن دور المثقفين وعلماء الاجتماع يكمن في البحث عن آليات لتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي من دون أن يقع المثقف أسيراً لآراء الجمهور، لافتاً إلى أن كيفية تعامل الكاتب مع النقد المجتمعي تتوقف عليه شخصياً، وأن وظيفة المثقف قائمة على النقد والمطالبة بالتغيير.