مزارعو عنب السويداء: التسعيرة منخفضة والسحوبات من المصارف بطيئة.. الصباغ لـ”الثورة”: استثناؤهم من تعليمات “التجاري”
الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
“من تحت الدلف الى تحت المزراب” مثل شعبيّ قديم ويُطلق على من يخرج من حال الضّيق إلى حال أضيق منه، أو يخرج من مأزق صغير فيقع في مأزق أكبر منه.. وهذا هو حال مزارعي العنب في السويداء فبعد أن خرجوا من مشكلة تخوفهم من تسويق المنتج لهذا الموسم الى الشركة العامة لتسويق العنب في السويداء وكانت تسعيرة الكيلو غرام الواحد 3700 ليرة، لم تسر خاطرهم نتيجة عدم توافقها مع تكاليف الإنتاج المرتفعة، لينتقل الحال بهم الى مأزق أكبر من الأول وهو روتين السحوبات اليومية المعمول به لدى المصارف العامة الذي شكل عقبة أمام استلام مزارعي العنب كامل مستحقاتهم من أثمان العنب المسلّمة لمعمل تقطير العنب في السويداء.
الشركة العامة لتصنيع العنب في السويداء حولت مبلغاً قدره 600 مليون ليرة كدفعة أولى من قيمة أثمان العنب إلى حساب اتحاد الفلاحين في المحافظة لدى فرع المصرف التجاري السوري في السويداء، ليصار تسليمها الى المزارعين أثمان عنبهم العصيري، إلا أن الاتحاد لم يتسنّ له تسليمها للمزارعين كاملة، لكون سقف السحب اليومي المسموح به لا يتجاوز 10 ملايين ليرة.
ووفق هذه التعليمات قد ينتظر الفلاحون نحو عامين للحصول على مستحقاتهم من أثمان العنب، وخاصة أن قيمة أثمان العنب تبلغ نحو 6.2 مليارات ليرة.
وأكد عدد من المزارعين لـ”الثورة” أن تأخر استلامهم لمستحقاتهم من أثمان العنب العصيري سينعكس سلباً عليهم لما يترتب عليهم من التزامات مالية إزاء الصيدليات الزراعية، وأصحاب الجرارات وغيرها من الالتزامات الأخرى خلال ما يحتاجونه للتحضير للموسم القادم.
وفي تواصلنا مع رئيس اتحاد فلاحي السويداء حمود الصباغ أوضح أن حساب الاتحاد موطن لدى فرع المصرف التجاري بالسويداء، لا يمكن للاتحاد أن يسحب من حسابه أكثر من 10 ملايين يومياً، وهذا المبلغ لا يغطي مستحقات مزارع واحد.
وتساءل الصباغ: لماذا لا يتم استثناء اتحاد الفلاحين على مساحة القطر من هذه التعليمات، ليتم صرف مستحقات المزارعين بيسر وسهولة؟
ولفت إلى أن أثمان العنب تبلغ ستة مليارات و244 مليوناً، ووفق تعليمات الإدارة العامة للمصرف التجاري، ليس بمقدور الاتحاد سوى صرف شيك واحد من قيمة أثمان العنب، ولفلاح واحد، على ألا تتجاوز قيمة هذا الشيك 10 ملايين ليرة.
وقد قام الاتحاد بتسطير كتاب لمحافظ السويداء، الذي بدوره تواصل مع إدارة المصارف العامة، ولكن لتاريخه لم نصل إلى حل لهذه المشكلة، وعلى هذا الحال إن تسليم أثمان العنب وفق هذه التعليمات يحتاج إلى نحو عامين، فهل هذا منصف للفلاح في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الجميع؟.
أمام هذا الواقع- والكلام للمحرر- بات من الضروري أن تعيد وزارة المالية حساباتها وتوجه المصارف العامة لاستثناء أثمان المحاصيل الزراعية المسوقة، لشركات القطاع العام من هذه التعليمات لحين الانتهاء من صرف كامل المستحقات.
يشار الى ان إنتاج العنب لهذا الموسم بلغ 54 ألف طن، ويزيد عن سابقه بنحو 7 آلاف طن والمسوق الى معمل التقطير 1618طناً فقط، وزراعة شجرة الكرمة في السويداء تشغل مكانة رئيسة بين الأشجار المثمرة، والمحافظة تحتل المرتبة الثانية بإنتاج العنب على مستوى سورية، بينما تأتي بالمرتبة الأولى بالمساحات المزروعة التي بلغت 9977 هكتاراً تحوي 4 ملايين و750 ألف شجرة يشكل المثمر منها 4 ملايين و250 ألف شجرة.