الثورة – ديب علي حسن:
ما أشبه اليوم بالأمس، ما أعمق الجرح حين يكون في قلب وجسد كل عربي.
بعضهم يصفق له، وآخرون يرون أنه الجرح الذي يجب أن يداوى، في هذه المرحلة التي يحقق فيها الشعب العربي انتصاره على الرغم من كل الألم.
من مكتبة الرصيف، نقدم كتاب “نكبة أيقظت أمة”… تأليف: مازن إبراهيم منصور .. صدر في دمشق عام ١٩٦٦م.
على صفحته الأولى إهداء بخط المؤلف وتوقيعه، موجه إلى السيد إبراهيم الصالحاني.
جاء في الصفحة الأولى من الكتاب نداء المؤلف:
أيها المواطن العربي، يابن النكبة والمخيمات، اجمع بين يديك مع أول خيوط الشمس الحقائق التالية التي ستقف عليها وأنت تقرأ كتاب “نكبة أيقظت أمة”.
أيقظت أمة، تحسساً للمسؤولية، وشعوراً بالواجب.. “نكبة أيقظت أمة”: أخصب ما كتب عن النكبة في أشواطها المثيرة الهائلة التي انتهت إلى خلق الوجدان الفلسطيني المؤمن المطمئن، المتحرر من أغلال التعصب ومن الخضوع لسيطرة الوهم الشائع ، بقدرة الاستعمار والإمبريالية على حقن “إسرائيل” بالحياة إلى الأبد.
– “نكبة أيقظت أمة”: أوعى ما تحدث عن المأساة وجهاد عرب فلسطين المشرف، وجمود من عاشوا في عزلة عن الحياة والكفاح وراء الأسوار الصماء في ليالي الامتحان الرهيب، فسقطوا عند مرحلة الشك والحيرة بنفوس بائسة وأفكار مضطربة محطمة.
“نكبة أيقظت أمة”: أجرأ ما تحدث عن الجامدين والمشككين ودعاة الصلح والمرحلية، بعد أن عزلهم شعبنا البطل عن تطور التاريخ المتلاحق في زحمة الطاقات الخلاقة الثورية المبدعة، وفي ميدان الرحم الثوري القائم على الفكر الطليق والاقناع الحر الشريف.
– “نكبة ايقظت أمة”: عرض وتحليل أسباب فشل حرب عام ١٩٤٨، بعد أن محق الشعب العظيم، شعب المخيمات، ظلمات الربيع والحيرة والضلال.
“نكبة ايقظت أمة”: رسم أمين صادق لنظرية فلسفة العودة بالاستفادة من عبر الماضي وتجاربه عبر مرحلة زادت عن ثماني عشرة سنة بنفس لن يزعزعها هوى أو تحيز ، ولن يزلزلها شهرة أو مكسب شخصي.
إهداء الكتاب.. إلى الأضاحي التي سقطت في ساحة الشرف ذوداً عن حياض الوطن.. إلى الأبطال الذين خطوا بدمائهم الزكية أروع صفحة للشهادة..
إلى أرواح شهدائنا الأبرار الخالدين.. إلى من دفعوا ضريبة الدم في قبيه ونحالين والصبحة وغزة وحوسان.. إلى المجاهدين العرب الصامدين بعنف وضراوة من أجل تحقيق وحدة هذه الأمة، وحريتها وتقدمها..
إلى كل متمرد على الظلم والاستعباد ليتطلع إلى الحرية والحق والنور.. إلى كل ثائر على الاستعمار والاستبداد لينتصر الأحرار وتفوز المبادىء والشعوب.
إلى كل ثائر في فلسطين الجريحة.
إلى كل ثائر من أجل فلسطين وحريتها.
إلى أبطال بور سعيد الذين حققوا النصر للأمة العربية.
إلى كل منافح عن الإخاء والسلام..
إلى الذين وضعوا حبلة الارجوحة – أرجوحة- الأبطال، بأعناقهم يقولون :
باسم العرب نحيا.. وباسم العرب نموت.
إلى البطولات التي روت أرضنا المقدسة، وسرت في عروق الجيل المتحفز.
إلى الشهداء على كل أرض وفي كل مكان.
أهدي كتاب “نكبة أيقظت أمة”.