الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
يأسرني هذا الشعر للشاعرات الشاعرات، حين ينثرن الماء على آس شِعرهن، فيعشن مع أزواجهن حالات الحبّ وكأنهم أحياء، لا حداد في لغتهن لا رثاء.
يأسرني شعر الحبّ الذي لا يترك قلبهن مرتاحاً دون ثورة الحبّ والحرب، حرب الكلمات التي تنزف الاشتياق لوردة ونشوة الأنوثة العارمة بتفاصيل العشق، تأسرني الشّاعرات اللواتي يقمن كطائر الفينيق لا رماد على أجنحتهنّ بل على العكس، يطرن بنا كفراشاتٍ نحو الرحيق والأزهار وعالم الشّعر الخياليّ الجنوني. اعترضت إحداهن.. حين وضعت عنواناً لمقالتي عن مجموعتها تعتليه ثيمة الحزن، حينها قالت وبما معناه لا حزن مع الشعر الشعر حياة هو المساحة الكبرى لتنفس الصعداء الذين تكويهم إخفاقات الحياة فيقتلهم الموت بصمت الفقد والفراق، فتبقى الذكريات مروجاً خضراء عصيّة على النسيان. الشعر واقع وخيال، حقيقة وكذبة، يقبل الرشوة إن كانت صادقة من القلب فيكتب ليكذب على الآخرين، أننا نساء سعيدات وإن فقدنا جناحاً، سنحلق بجناحٍ مكسورٍ، لا يقبل الاستكانة لنحافظ على مساحة حريّة كان الشريك فيها حجر أساس، لا بكائيّات مع الشعر سوى أننا نزفّ الأحزان أعراساً على الأوراق البيّضاء لنبقى سعيدات عارمات بذكريات الحبّ فننضج كزهرات التوليب التي ترمز للحب والأناقة والجمال نتفتّح مع كل قصيدة حالمة في فضاءات التمنّي.
وهنا لا نقول إنه على الشاعرة أن تبقى
«ترثي وتبكي حتى تُعمى» بل السؤال هل الشعر الذي يكتب حقاً للحاضر الغائب أم شعر يقبل الرشوة؟!
العدد 1214 – 19 – 11 -2024