الثورة – يمن سليمان عباس:
ليس هذا العنوان الذي يجب أن يكون كما قدمته الدراسة إنما (الكراكيب) ولأن العنوان نفسه يوحي بالطاقة السلبية التي يتحدث عنها قفزنا إلى عنوان آخر ( بقايا الأشياء).
فكثيرون هم الذين يحتفظون بأمور لا حاجة ولا قيمة لها نسميها كراكيب تصل أحيانا إلى أن تكون أكواماً تعطي شعوراً ضاغطاً عند البعض، هذه الأمور التي نظنها عابرة يتوقف عندها علم النفس الاجتماعي ويدرس أثارها السلبية على الإنسان.
(نتساءل هل فكرت يوماً أن الكراكيب في منزلك قد تكون السبب الخفي وراء شعورك بالثقل والإجهاد؟ في كتابها “عبودية الكراكيب: كيف تتخلص من الكراكيب على طريقة “الفينج شوي”، تأخذنا كارين كينغستون في رحلة شيقة تكشف فيها كيف يمكن للأشياء المتراكمة أن تعيق تدفق الطاقة الإيجابية في حياتنا، وتمنعنا من تحقيق ما نصبو إليه.
وتروي كارين قصصاً حية لأشخاص وجدوا أن التخلص من الكراكيب أحدث تحولاً جذرياً في حياتهم. مثلاً، كان هناك رجل يشعر دائماً بالتعب من دون سبب واضح.. بعد أن قرر تنظيف منزله والتخلص من الأشياء التي لم يعد يستخدمها، اكتشف أنه استعاد نشاطه وحماسه للحياة. الأمر ليس مجرد ترتيب للمساحة؛ إنه تحرير للطاقة المحتجزة.
وتوضح كيف أن كل قطعة نحتفظ بها تحمل معها طاقة معينة.
تلك الملابس التي لم نرتدها منذ سنوات، الأوراق المتراكمة، والهدايا التي لا نحبها لكنها مخزنة في الأدراج هذه الأشياء يمكن أن تثقل كاهلنا دون أن ندرك ذلك.
هل تساءلت يوماً لماذا تشعر بالارتياح عند دخولك غرفة فسيحة ومنظمة؟
في منتصف الكتاب، تثير كارين سؤالاً يوقفك في مكانك: ما هي القصص التي ترويها كراكيبك عنك؟ ربما تحتفظ بصور لعلاقات ماضية، أو كتب لم تقرأها أبداً، أو أدوات رياضية لم تستخدمها منذ زمن. هذه الأشياء ليست مجرد ممتلكات؛ إنها رموز للتمسك بالماضي أو الخوف من المستقبل.. التخلص منها يمكن أن يكون خطوة جريئة نحو حياة أكثر إشراقاً.
وتقدم كارين نصائح عملية وبسيطة لتبدأ رحلة التحرر، تقترح البدء بمساحة صغيرة، مثل درج المكتب أو رف في الخزانة، ستُفاجأ كيف يمكن لهذا الفعل البسيط أن يمنحك شعوراً بالإنجاز والتحفيز لمواصلة العملية، أحد الأمثلة التي تسردها هي لامرأة قررت التخلص من كل ما لا يجلب لها السعادة، ووجدت بعد ذلك فرصة عمل جديدة وحياة اجتماعية أكثر نشاطاً.
تتحدث أيضاً عن الكراكيب الذهنية، تلك الأفكار والهموم التي تشغل عقولنا دون فائدة. مثل المشاريع المؤجلة أو القرارات التي نتجنب اتخاذها، تشير إلى أن ترتيب المساحة المادية يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو ترتيب أفكارنا وحياتنا بشكل عام.
ويصبح من الواضح أن الموضوع ليس فقط عن التخلص من الأشياء المادية، بل عن فتح أبواب جديدة في حياتنا، ستشعر بأنك أخف وزناً، ليس جسدياً فحسب، بل عاطفياً وذهنياً أيضاً. ستجد أن الفرص تبدأ في الظهور، وأن العلاقات تتحسن، وأنك أكثر استعداداً لاستقبال كل ما هو جديد وإيجابي.
إذا كنت تشعر بأن هناك شيئاً يعيق تقدمك أو يثقل كاهلك، فقد يكون هذا العمل هو المفتاح الذي تبحث عنه، إنه دعوة صادقة لإعادة النظر في علاقتنا بممتلكاتنا، وللبدء في رحلة نحو حياة أكثر توازناً وسعادة.
فلماذا لا تبدأ الآن؟ افتح تلك الخزانة المليئة بالأشياء، وتخلص مما لا تحتاجه حقاً، قد تكتشف أن هذه الخطوة البسيطة هي الشرارة التي تشعل تغييراً هائلاً في حياتك، المستقبل المشرق قد يكون على بُعد قرار واحد بالتخلي عن الماضي.
السابق