الثورة – فردوس دياب:
كما في الأعوام السابقة، يلامس جراحاتنا هذا العام “يوم الطفل العالمي”، الذي يصادف في العشرين من تشرين الثاني، ويزيدنا ألماً فوق ألم، وليشرع الأبواب مجدداً على جبال من الوجع، والأسئلة التي اغتيلت أجوبتها في مهدها.
عن أي طفولة يبحث العالم ليحتفل في حقوقها، وقد حضر كل شيء إلا الطفولة والأطفال!..
حضرت دماؤهم وأشلاؤهم وظلالهم، ونحيب أمهاتهم، وغابوا هم بين شظايا الحلم والضمير الإنساني الذي أدار ظهره عن المجازر التي مايزال الكيان الصهيوني يرتكبها بحق الطفولة في سورية وفلسطين ولبنان.
الأطفال هم الضحية الأبرز للحرب الوحشية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وسورية التي تعاني أيضاً حصاراً خانقاً من الولايات المتحدة ودول الغرب الاستعماري، الحصار الذي كانت ولاتزال تداعياته الأبرز على أطفال سورية، برغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة السورية لحماية الطفل وصون حقوقه وتأمين متطلباته وحاجاته الأساسية من خلال حملات الدعم النفسي والمعنوي التي تحاول تأهيله للعودة للحياة بشكل طبيعي نتيجة الآثار الكبيرة التي خلفتها الحرب الإرهابية طيلة الأعوام الثلاثة عشر الماضية.
إن أهم وثيقة في تاريخ العلاقات الدولية المعاصرة التي تحدثت عن حقوق الطفل هي المعاهدة التي صدرت عن الأمم المتحدة عام 1979 وأصبحت نافذة المفعول عام 1990، وتضم (اتفاقية حقوق الطفل) التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع 45 مادة، وقد صادقت الدولة السورية على اتفاقية حقوق الطفل وأدخلت الاتفاقية حيز التنفيذ واتخذت الكثير من الخطوات والقرارات لضمان تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل منها، إعداد التقرير الوطني الأول حول متابعة الاتفاقية في عام 1995، وتشكيل اللجنة العليا للطفولة بموجب القرار رقم (1023) عام 1999، ووضع خطة عمل وطنية لتنفيذ الإعلان العالمي حول حماية الطفل كما عقد المؤتمر الوطني للطفولة في العام 2004 وصدرت عنه عدة توصيات أهمها، سنُّ التشريعات التي تحمي الطفل من الإيذاء والعنف وسوء المعاملة والاستغلال، وتعديل ما يتوجب تعديله من التشريعات الموجودة، وتطوير مراكز الرعاية الاجتماعية للأطفال وتزويدها بالأطر المؤهلة اللازمة مع التركيز على الرعاية.