الثورة-فؤاد مسعد:
إنه الصوت الصارخ بقوة ليسمع العالم، وسلاحه كاميرا توثق تفاصيل حياة من رحم الألم والحزن والقهر، إنه فيلم «من المسافة صفر» الذي دعت وزارة الثقافة السورية وسفارة دولة فلسطين إلى حضوره بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في الأول من الشهر القادم على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون.
يعكس الفيلم في أحد أوجهه المعنى الحقيقي لفعل المقاومة الذي يمكن أن تمارسه السينما، لتكون شعلة تضيء على القضية في أصقاع الأرض كافة، بلبوس فني إنساني يغوص إلى عمق الوجع ملتقطاً نبض تفاصيل حقيقية عاشها أهلنا في قطاع غزة بكل ما فيه من فاجعة.
«من المسافة صفر» مشروع سينمائي توثيقي مدته «مئة دقيقة»، أنجِز بمبادرة وإشراف المنتج والمخرج العالمي رشيد مشهراوي، وهو عن سلسلة تضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج شبان وشابات من قطاع غزة، تتراوح مدة كل فيلم بين 3 و 7 دقائق، تم إنجازها خلال 8 أشهر ما بين تصوير ومونتاج.
تحمل الأفلام رؤى وتجارب وحكايات صناعها ومخرجيها، عبر قصص غير محكية وغير مرئية للعالم، عملوا عليها في ظروف غير طبيعية وإمكانيات محدودة، تحت وطأة حرب إبادة مستمرة، نقلوا من خلالها مشاهد متنوعة للطفولة، الفرح، إرادة الحياة، وواقع قطاع غزة من دمار ومفقودين ونقص غذاء، إضافة إلى ما يتعرض له الأطفال من أذى نفسي.
وسبق أن تعرض جميع العاملين في هذه الأفلام لمخاطرة كادت أن تودي بحياتهم، حين بقوا داخل خيمة نصبت ضمن حرم مشفى شهداء الأقصى في دير البلح حتى الساعة الثالثة فجراً، وبعد مغادرتهم بثلاث ساعات، قُصِفت المنطقة واستشهد عدد كبير ممن كانوا فيها. وفيما بعد عندما بدأت عروض أفلام المشروع، منع الاحتلال الإسرائيلي عرض أفلام قصيرة من المشروع في مدينة القدس.
وفي شهر تموز الماضي أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية ترشيح مجموعة أفلام «من المسافة صفر» لتمثيل فسطين رسمياً عن فئة الفيلم الدولي الطويل لجائزة «الأوسكار» في نسختها السابعة والتسعين لعام 2025.