قد تكون زلة لسان غير مقصودة، وقد تكون حديثاً عابراً أو شروداً ذهنياً، وقد تكون عطلاً فنياً طارئاً أصاب ذاكرة البعض مما جعل ألسنتهم تخونهم وتوقعهم في شرك ما يعرف بالاضطراب الكلامي، وقد تكون “والاحتمالات جميعها مفتوحة” مقصودة “100%” بالنسبة للأشخاص الذين يمنحهم حب استفزاز الآخرين شعور “غريب وعجيب” بالسعادة، وقد تكون .. وقد تكون .. إلا أن جميع هذه القد “الاحتمالية ـ التسويفية” مرفوضة جملة وتفصيلاً من قبل المواطن صاحب الثقة شبه المعدومة بكلام الكثيرين الكثيرين.
نعم حرف “قد” هو أداة من أدوات اللغة العربية، لكن المواطن صاحب الدخل المحدود جداً جداً، والمحروقات القليلة جداً جداً جداً، لا يعنيه الكثير مما قيل ومما قد يقال لا من هنا ولا من هناك ولا حتى داخل أو خارج مجالس المحافظات والجمعيات والنقابات والاتحادات، لأن واقع حاله وأحواله الخدمية والمعيشية والاقتصادية المتردية لم تعد خافية على أحد ولا سيما الببغائيون أصحاب التصريحات الطنانة الرنانة التي لا تمت لا للعقل ولا للمنطق ولا لأي شيء على وجه هذه البسيطة بصلة لا من قريب ولا حتى من بعيد.
ما يجري لا يمكن وصفه وإدراجه إلا ضمن خانة “الثرثرة غير مسؤولة”.. الثرثرة التي تؤخر دون أن تقدم أي شيء ولو قيد أنملة للمواطن الذي ما يلبث أن يتعافى من حالة الغثيان والتقيؤ الذي كان يصاب بها على الدوام من تلك “الثرثرات والتقليعات التي تلقفتها على عجل المواقع والصفحات الإلكترونية الصفراء” غير المنضبطة حتى تاريخه، حتى يعود وينتكس من جديد على يد أشخاص يحتاجون إلى سنتين ليتعلموا الكلام وخمسين ليتعلموا الصمت.. أشخاص يتركون ألسنتهم تسبق عقولهم .. لتنضح ما بداخلهم من “…” بشكل يعكس وبشكل واضح خللاً في سلوكياتهم وأفكارهم ونمط تنشئتهم وخطأ كبيراً في تولي مناصبهم .. وينعكس سلباً على قلب وجيب وإحساس المواطن.
حالة الفلتان الكلامي المستشرية بين الذين لا يفقهون شيئًا تحتاج إلى مقص رقابي قادر على إجبار هؤلاء على بلع ألسنتهم رغماً عن أنوفهم…