مرة أخرى، تضعنا العواصف على طريق التحديات الكبرى التي لا نملك فيها إلا خياراً واحداً، هو خيار الصمود والمواجهة والنصر.. والنصر هو حتمي كنتيجة أكيدة لتماسك وصلابة الجبهة الداخلية التي يجب أن تكون في ظروف الاستهداف والحرب أقوى من أي وقت مضى، وسلاحها الأمضى في ذلك، هو الوعي الوطني الذي يحصنها ويمنع وقوعها في شَرَك الغزو الإعلامي الخارجي الذي يحاول تضليل العالم فيما يجري.
لذلك وانطلاقاً من أهميته كصانع للفارق في الميدان، يتصدر “الوعي الوطني” على الدوام أقوى الأسلحة المدافعة عن الوطن والمحصنة لكل قيمه ورموزه وحوامله، لاسيما الانتماء والهوية والفعل الوطني الذي يساهم بتحصين وحماية الوطن من كل الاستهدافات بمختلف أشكالها الوجودية والمصيرية، لاسيما عندما يغدو الوطن بأكمله في دائرة الاستهداف والغزو المتواصل لكل ما يخص حالته الوطنية الاستثنائية والمتميزة في المنطقة بشكل عام، والتي بدت متماسكة جداً خلال سنوات الحرب الماضية، برغم كل المحاولات المحمومة لضربها واستهدافها وتشويه ركائزها ومقوماتها.
البعض وخلال الأيام القليلة الماضية، كاد أن يقع في مصيدة الزيف والخداع الإعلامي، المصيدة التي نصبتها قنوات ومنصات ومحطات إعلامية تملك احترافية عالية في الإفك والدجل والمكر وتزوير الحقائق، وكان إيماننا العميق والكبير بوعينا الوطني بوصلتنا.
علمتنا التجارب خلال سنين الحرب الماضية، أن ملاذنا الوحيد عند الخطوب والمحن هم رجالات جيشنا الباسل الذين يخوضون اليوم معركة من معارك التحرير، وهو ما يتطلب منا وعياً استثنائياً في مواجهة أبواق الفتنة والجهل التي لم تتوقف ماكينتها لحظة واحدة عن بث واختلاق الأكاذيب والفتن والسموم.
وإلى أن يرتسم في الأفق نصرنا المبين على الإرهاب وأسياده وأدواته، وقد بدأ جيشنا البطل برسم ملامحه ببطولاته وتضحياته ودماء شهدائه الأبرار، يتجلى أمامنا تحدي الوعي الذي يجب أن يتجسد واقعاً بسلوكنا ومنهجنا، وذلك من خلال إدارة الظهر وصم الآذان عن كل ما من شأنه أن يضلل ويخدع، ليس هذا فحسب، بل أكثر من ذلك فإنه يتوجب علينا جميعاً المسارعة إلى تفنيد وتكذيب كل المعلومات القادمة من تلك المنابر الموسومة بالخيانة والعمالة، والانصياع العقلي الكامل لكل ما يصدر عن مؤسساتنا الوطنية الإعلامية والرسمية.
حقيقة مهمة يجب أن ندركها جميعاً، وهي أن الوعي الوطني هو جزء لا يتجزأ من أمننا الوطني، الذي يجب أن يكون على قدر عال من النضج والحضور اللافت والمؤثر في الأوقات العصيبة والاستثنائية.