الثورة – ناصر منذر:
لاقى التوجيه الذي أصدرته إدارة القنصليات والمغتربين “بضرورة تقديم أفضل الخدمات القنصلية للسادة المغتربين، والاستماع إلى شكاويهم وتصديق كافة وثائقهم مجانًا ريثما تصدر التعليمات الجديدة”، أصداء إيجابية لدى المهجرين السوريين في مختلف العواصم العالمية، والذين هربوا خلال السنوات الماضية خوفاً من ممارسات وانتهاكات النظام البائد الذي عاث في البلاد قتلاً وتشريداً وفساداً.
ومن خلال رصد التعليقات على ما جاء في تدوينة نشرها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني، على حسابه الرسمي بمنصة “إكس”يوم أمس، والتي كشف خلالها أيضاً أن “الحكومة الجديدة تدرس حاليًا تمديد مدة صلاحية جوازات السفر وتخفيض الرسوم وغيرها من الإجراءات التي تساهم في التخفيف عن أهلنا الكرام خارج سورية”، يتضح حجم المعاناة التي تكبدها المهجرون قسراً، والتي تتمثل في الإجراءات الظالمة التي تعمّد من خلالها القائمون على عمل سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج بعهد النظام المخلوع، التضييق على المهجرين لمنع عودتهم إلى الوطن، فضلاً عن اعتمادهم أسلوب نهب جيوب المهجرين، وابتزازهم إلى أقصى حد ممكن، مقابل تسيير معاملاتهم.
وكشفت التعليقات التي رصدتها صحيفة الثورة أيضاً، عن مدى الغيرة وحب الوطن لدى أهلنا في الخارج، وعبرت عن نشوتهم بالانتصار العظيم الذي حققته قوى الثورة على طغيان النظام البائد، وقال بعضهم إنهم “لأول مرة يشعرون بانتمائهم الوطني الحقيقي” و إنهم يعتزون بسوريتهم، وأكدوا مساندتهم ودعمهم للحكومة الجديدة.
تغيير الطاقم القديم في جميع السفارات السورية
ومما جاء في التعليقات التي تدل على السلوك الفاسد، والأسلوب الديكتاتوري الذي اتبعته سفارات النظام المخلوع في الخارج، نذكر بعضاً منها كما جاءت على منصة “اكس”:
أبو بصير الطرطوسي، عبد المنعم مصطفى حليمة
“ليتم إكرام المواطن السوري وعدم إذلاله؛ ينبغي تغيير الطاقم القديم في جميع السفارات السورية، وفي جميع الدول والأمصار.. واستبداله بطاقم جديد صادق الولاء والانتماء للشعب السوري، ولثورته المجيدة.. وشكراً للسيد الوزير على اهتمامه بهذا الملف الهام”.
وجاء في تعليق آخر:” السيد الوزير مع احترامي لكم يجب استبدال كافة السفراء والقناصل والموظفين جميعاً في السفارات السورية لأن الشعب السوري كله يعلم أن هؤلاء لا يمكن تعيينهم في السفارات إذا لم يكونوا مخبرين ويتعاملون مع المخابرات وبتزكية فروع الأمن ومحسوبين على قيادات النظام البائد وأقرباء لهم”.
وفي تعليق مماثل:” سيادة الوزير يجب البدء باستبدال بعض السفراء الحاليين بسفراء من الدبلوماسيين المنشقين وغيرهم واعتماد نهج جديد يبدأ تدريجياً، أما بقاؤهم فهذا مضر جداً بمصالح السوريين ومكافأة لمن شجع نظام الإجرام وإقصاء لمن تخلى وانشق عنه منذ البدايات فلا يمكن استمرار الجعفري يقود مصالحنا”.
نطمح إلى تغييرات إيجابية
وجاء في تعلق مماثل:” أتوجه إلى سيادتكم بهذه الرسالة راجياً النظر بتغيير الطاقم الحالي للسفارة السورية في دولة الكويت الشقيقة. مع بالغ الاحترام، لاحظنا أن الطاقم لا يزال يعتمد على قوانين وإجراءات قديمة، حيث يتم فرض رسوم قدرها 50 دولاراً على تصديق الأوراق من المواطنين، وهو أمر يثير استياء العديد من أفراد الجالية.
إننا نطمح إلى رؤية تغييرات إيجابية تعكس تطلعات المواطنين السوريين في الخارج وذلك من خلال الاستعانة بخبرات وكفاءات أكثر تأهيلاً لتقديم خدمات أفضل تتماشى مع التوجهات الحديثة وتعزز صورة السفارة كممثل للوطن.
نأمل أن تجد هذه الملاحظة اهتماماً من سيادتكم، ونثق بحرصكم الدائم على تحسين الخدمات المقدمة للجاليات السورية في الخارج. تقبلوا خالص التقدير والاحترام”.
وكتب أحدهم:” سعادة الوزير: وصلتنا شكاوى بخصوص الجوازات المستعجلة 800$.
على أساس 24 ساعة وتكون جاهزة، وحتى اللحظة لم يتم استلامها منذ شهر وبسبب الإجراءات الأمنية الظالمة وحريق مبنى الهجرة فما هو ذنب السوري المغترب ليدفع بدون مقابل؟! أليس من الحق والعدالة إعادة 500$ أثناء استلام الجواز فور عمل منظومتكم؟”.
سفارات النظام البائد لا ترد علينا
ومما جاء في التعليقات أيضاً.. “أنا و أسرتي ٧ أفراد وأقيم بين قطر وتركيا.. نظام “القرود” كان يعطينا سنتين ونصف من تاريخ التجديد وليس من تاريخ الانتهاء علماً أننا نحتاج إلى تمديده قبل ٦ أشهر على الأقل لأن المطارات لا تقبل صلاحية أقل من ٦ أشهر”.
ويقول آخر: “سفارة سورية بالجزائر لا ترد على اتصالاتنا ونحن مقيمون في أوربا والتجديد في الجزائر والجواز اختفى ولا يوجد رد والموقع الإلكتروني مغلق”.
وأحدهم قال:” بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير ووفقكم لما فيه خير البلاد والعباد.. لا يردون على أحد كلهم أزلام النظام الفاسق كل معامله بـ ٥٠ دولاراً”.
وجاء في أحد التعليقات الأخرى:” السفارة السورية في عمان لا يوجد رقم هاتف و لا معلومات عن الجوازات قيد التجديد، من الضروري أن يتبدل الطاقم الدبلوماسي بكل السفارات ووضع آلية للتواصل بين السفارات”.
وقال أحدهم:” نطالب بقنصل دائم في إقليم كردستان العراق حيث لا يوجد أحد يمثلنا والسفارة ببغداد عملت فقط على سلب الأموال من الشعب وغير ذلك صعوبة الوصول لبغداد إلا عن طريق مكاتب أيضاً تأخذ الكثير مقابل تخليص أوراقنا نرجو من حضرتكم النظر بأمرنا”.
فرحة عارمة
وفي المقابل، كشفت الكثير من التعليقات الأخرى عن الفرحة العارمة التي انتابت أهلنا في الخارج، بإسقاط النظام المخلوع، وشعورهم لأول مرة بانتمائهم الوطني، وعن أملهم بمستقبل واعد تنتفي فيه المحسوبيات والواسطات وأساليب الرشاوى والفساد التي رسخها النظام البائد خلال المرحلة الماضية، وأكدت مدى استعداد أهلنا في الخارج لتقديم كل ما يلزم من جهود ومساهمات للنهوض بسورية الجديدة، بما يساهم بإعادة بنائها وإعمارها مجدداً، مشيرة في الوقت نفسه إلى الفارق الكبير، بين ما كان النظام البائد يمارسه بحق أبناء شعبنا العظيم، وبين سلسلة الإجراءات التي تقوم بها الحكومة الجديدة، بهدف تسهيل عودة السوريين لخدمة بلدهم بعد التحرير.
انتماء وطني حقيقي
وفي هذا الصدد، نذكر بعض التعليقات كما جاءت حرفياً، ومنها:
– “أنا بألمانيا بحياتي ما عملت جواز سوري هلق مستعدة اعمل وادفع لبلدي الحر وفخورة بالجواز السوري لأول مرة بحياتي.. بارك الله فيكم”.
– وقال آخر: “يا جماعة صار عندنا حكومة تحبنا ونحبها حقيقة”.
– أيمن محمد..”أول مرة أحس أني مواطن و لي انتماء”.
أيام المخلوع جواز السفر يكلف 1200 دولار وبتاخدو بعد أشهر ومع واسطات، والكل بيعرف أنو الجواز السوري ما بيدخلك “دورة المياه أعزكم الله”.
أنا شخصياً من 13 سنة ما عملت ولا وثيقة بقنصلية النظام بإسطنبول رغم حاجتي الملحة لها، لأني بعرف الرسوم كانت تروح لنظام مجرم سفاح.. لكن اليوم الحمد لله سورية رجعت للسوريين”.
استعداد كبير للمساهمة في بناء الوطن
وفي تعليق آخر..” معالي الوزير لا داعي لتخفيض الرسوم فخزينة الدولة بحاجة.. فقط زيدوا الصلاحية”.
وفي تعليق مماثل:” أنا كمغترب أقترح عليكم إنشاء صندوق باسم صندوق المغتربين وذلك لمن يريد تقديم الدعم والعون من المغتربين للبنك المركزي السوري على شكل تبرعات أو ودائع للمبالغ الكبيرة… وذلك كمساهمة منا كمغتربين ولو بالقليل في بناء وطننا الحبيب”..وفقكم الله.
وقال آخر:” مجرد اقتراح شخصي من مواطن عادي وأشهد الله أنه من خاطري الشخصي و النية فيه صلاح ودعم البلد، إذا يتم عمل صندوق لدعم خزينة الدولة ولو لوقت مؤقت شي متل صندوق الحارة بباب الحارة.. والمقتدر يدفع مو غصب، يعني لدعم البلد والإنفاق على المحتاجين من أبناء وطننا الغالي”.
وجاء في أحد التعليقات أيضاً: “نصيحة لكم لا تستعجلوا في التخفيضات المالية، ويفضل أن تبقوا الأمور على حالها، حتى تتضح لكم الصورة الكاملة للمنظومة المالية للدولة. ومن ثم يتم التقرير بما يجب أن يلغى أو يخفض وما يجب أن يبقى على حاله وما ينبغي أن يزاد فيه”.
ثناء على أداء الحكومة الجديدة
بالإضافة إلى ذلك، فقد أثنى جميع المشاركين في التعليقات على أداء الحكومة الجديدة، معربين عن تمنياتهم لها في التوفيق بمهامها بما يخدم مصلحة سورية، وجميع أبنائها.
وفي هذا الإطار قال أحدهم:” شكراً لكم على هذا التوجيه الإيجابي تجاه تحسين الخدمات القنصلية لما لها من أثر كبير في دعم المغتربين وتخفيف الأعباء عنهم خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الجميع.
مع أطيب التمنيات بالتوفيق في تنفيذ هذه الإجراءات وتحقيق المزيد من الإصلاحات التي تصب في خدمة المواطنين”.
وقال آخر:” الحمد لله أن جعل أمرنا بأيديكم.. شكراً من القلب”.
وفي تعليق مماثل:” هي الأخبار يلي بتفرح القلب كل الشكر”.. وقال آخر:” بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير وفقكم الله”.
وجاء في تعليق مماثل:”عاشت سورية حرة قوية برجالها”.