“فاينانشال تايمز”: فظائع ارتكبها الأسد

الثورة – ترجمة رشا غانم:

يتدافع محققو جرائم الحرب والمجتمع المدني السوري والجماعات الحقوقية للحفاظ على الأدلة على جرائم النظام المخلوع بعد نهب مواقع رئيسية في أعقاب فوضى سقوط النظام وانتصار الثوار الشهر الماضي.
حيث كشف سقوط النظام عن عشرات المقابر الجماعية وأكياس متناثرة من الرفات البشرية مجهولة الهوية، ما دفع أفراد عائلات الأشخاص الذين اختفوا في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى البحث في المواقع المروعة لمحاولة تحديد مصير أحبائهم.
وتنتشر ملايين الوثائق في المباني المرتبطة بالنظام السابق، وتوضح بالتفصيل كيف أرهب شعبه – عدد كبير من السجلات البيروقراطية التي أظهرت العنف المروع وحددت المسؤولية الفردية والجماعية عن بعض أسوأ جرائم التاريخ الحديث.
وتشمل هذه الوثائق، ملفات عن آلاف الوفيات في سجون النظام، والأدلة على احتجاز الأطفال الصغار، مشيرة إلى الاستخدام المنهجي للتعذيب وإخفاء وفيات المعتقلين عن عائلاتهم.
عندما أطيح بالأسد، انهار جهازه الأمني، تاركاً ما يقرب من 1000 فرع استخباراتي ومرافق احتجاز ومستشفيات ومشارح ومقابر جماعية بدون رقابة، وقد تدفق آلاف الأشخاص إلى تلك المرافق في تلك الليلة، بحثاً عن آثار لأفراد الأسرة من خلال الأدلة وغرف الاستجواب وزنازين الاحتجاز ومكاتب الأمن، قبل أن يتم فرض الأوامر من قبل الثورة السورية، وتبعهم نشطاء المجتمع المدني والجماعات الحقوقية ومحققو جرائم الحرب والصحفيون، بالإضافة إلى بعض من رموز ضباط النظام السابق الذين حاولوا على ما يبدو إخفاء الأدلة، فإن حقيقة ما حدث لضحايا الأسد تكمن في تلك الوثائق المعرضة للخطر الآن.
ولقد تمكنت صحيفة “فاينانشال تايمز” الأمريكية من الوصول إلى عشرات المنشآت حول دمشق، والتي من ضمنها الفروع الاستخباراتية، والخلايا السرية تحت الأرض كالمعتقلات والسجون والمشافي العسكرية تحت الأرض.
هذا وخرج العديد من الأشخاص بوثائق ومحركات أقراص صلبة، بما في ذلك عائلات المفقودين والصحفيين ومجموعة من النشطاء والمحامين السوريين الذين إما سلموا المواد إلى السلطات المؤقتة أو أخفوها، قائلين إنهم لا يثقون في الحكومة القادمة بقيادة جماعة تحرير الشام الإسلامية.
ولقد قام البعض بالإبلاغ عن اختفاء خزانات الملفات التي تحتوي على ملفات قضايا المحتجزين والتقارير الطبية والبرقيات البيروقراطية ووثائق هويات عن أولئك الذين أعدمهم النظام على عجل، كما أضرمت النيران في بعض المرافق.
ومن جانبه، قال قائد عسكري كبير في هيئة تحرير الشام إن مخابراتهم أظهرت أن هناك أوامر من الموالين للأسد بحرق المنشآت، وقد عثرت “الفاينانشيال تايمز” على العديد من بطاقات الهويات العسكرية وسجلات موظفي الفرع نصف محترقة في سلال النفايات.
وقال الخبراء إن الفوضى قد تعرض محاكمات أعضاء نظام الأسد للخطر، وتجعل من الصعب على العائلات تعقب المفقودين، فقد اختفى ما يصل إلى 100000 شخص خلال الحرب السورية منذ 13 عاماً، وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
من جانبه، قال ويليام وايلي-المدير التنفيذي للجنة العدالة والمساءلة الدولية، منظمة غير حكومية تجمع الأدلة من داخل سورية منذ عام 2011: “وفي حين أنه من المفهوم تماماً أن العائلات المنكوبة هرعت لمحاولة العثور على أحبائهم، سيجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لمهمة المساءلة الشاملة إذا فقدنا الأدلة الرئيسية”.
وأضاف وايلي: “إن محققي لجنة العدالة والمساءلة الدولية كانوا ينقلون الوثائق بهدوء إلى مواقع آمنة داخل سورية وسيبدؤون قريباً المهمة الضخمة لرقمنة الملفات”.
وأوضحت السلطات المؤقتة أنها تفتقر إلى القوى العاملة حالياً لتأمين المواقع بشكل كاف أثناء اهتمامها بالعديد من الأولويات الأخرى في الدولة التي مزقتها الحرب، ففي المدن التي وصلت فيها جبهة تحرير الشام أولاً، تم تأمين المواقع بشكل أفضل، ولكن في دمشق وصلوا في المرتبة الثانية، وتركت المواقع عرضة للنهب في أول 24 ساعة.
قُتل ما لا يقل عن نصف مليون شخص خلال الحرب، كثير منهم داخل فروع المخابرات والسجون، وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة التي تشير التقديرات إلى اختفائها، لم يتم العثور سوى على بضعة آلاف من السجناء الأحياء عندما حررهم الثوار.
كما فحصت “فاينانشال تايمز” مئات الوثائق الموقعة من قبل مسؤولي النظام والمتعلقة بالمحتجزين، وتضمنت وثائق لأشخاص احتُجزوا في زنازين نتنة في أقبية من فروع المخابرات، واحتُجزوا أحياناً لعدة أشهر كضمان لانتزاع اعترافات من الٱخرين، وشمل هذا بطاقات هوية أطفال لا تتجاوز أعمارهم ستة أعوام.
وقد شاهدت “الفاينانشال تايمز” أجهزة التعذيب، بما في ذلك ما يسمى بـ”السجادة السحرية”، ألواح من الخشب قابلة للطي يتم تكبيل المحتجزين عليها، قبل أن يتناوب الحراس على مد أو سحب أطراف المحتجزين أو طي اللوح إلى نصفين.
وكانت هناك أدلة واسعة النطاق على وجود أطفال صغار في زنزانات احتجاز النساء، بما في ذلك أحذية الأطفال الصغار وحليب الأطفال، بالإضافة إلى حبوب منع الحمل، وقال الخبراء إن هذه أدلة حيوية على أن الاعتداء الجنسي كان متفشياً كما أكد السجناء السابقون.
المصدر – فاينانشال تايمز

آخر الأخبار
مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا مواطنون لـ"الثورة": الأسعار تنخفض ونأمل بالمزيد على مستوى الكهرباء وبقية الخدمات الوزير أبو زيد من درعا.. إحصاء المخالفات وتوصيف الآبار لمعالجة وضعها أعطال بشبكات كهرباء درعا بسبب زيادة الأحمال جديدة عرطوز تستعيد ملامحها الهادئة بعد قرار إزالة الأكشاك استثماراً للأفق المستجد.. هيئة الإشراف على التأمين تفتح باب ترخيص "وسيط تأمين" جسر جوي _ بري مؤلف من أربعين شاحنة من المملكة العربية السعودية للشعب السوري الشقيق رئيس منظمة الهلال الأحمر لـ "الثورة" المساعدات ستغطي كامل الجغرافيا السورية وسيستفيد منها الجميع وزير العدل يلتقي وفداً من إدارة قضايا الدولة في انتظار وصول طائرتي مساعدات سعوديتين من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إخماد حريق كبير في العصرونية بدمشق القديمة المسيحيون في حلب يحتفلون.. العيد عيدان وزير التربية والتعليم يلتقي وفداً من منظمة CESVI الإيطالية رئيس مجلس الوزراء يناقش أوضاع الجامعات مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تصدر تعميم يتضمن الإجراءات المطلوبة لتأسيس المنظمات غير الحكومية مصدر عسكري: لا صحة لأي نبأ بشأن انسحاب لوحدات قواتنا بريف دمشق في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.. الجلالي: الحكومة تمتلك الخبرة والقدرة على التعامل مع الأوضاع الطار... "الطيران المدني": مطار دمشق الدولي يعمل بكامل طاقته