ديب علي حسن:
منذ عقد من الزمن ونيف كنت أراها دائما تقف على ناصية الشارع امرأة في السبعين من العمر .. تضع أمامها أشياء تبيعها اعتدت أن اشتري منها وأن أتحدث إليها قليلاً.
قالت: أنا من حوران أهل الخير والعطاء، كتبت عنها خالتي الحورانية وجه الخير.
عادت الذكرى بي منذ شهر عندما بدأ سقوط الطغاة منتصف الليل يوقظني هاتف من أحدهم: عجل (طلاع نحن طالعين).
أي طلعوا لن أفعل تحت إلحاحه مشيت إلى حيث هو ثمة تجمع كبير.
هذا يقول: لن أطلع والآخر خائف.. الحقيقة لم أشعر بخوف أبداً من أي شيء.
فلماذا أخرج من بيتي ما جرى في حلب كان مثالاً للأمان.
بعد نقاش خرج بضعة رجال من البناء.. أحدهم: يا شباب السلام عليكم.. وعليكم السلام، ماذا أسمع وماذا تقررون من يريد الخروج من بيته وتركه فهو مخطىء نحن أبناء وطن واحد نحن معاً.. والله لن يخرج أحدا من هنا وإذا كنتم تخافون أمراً ما فهذا وهم لا معنى له.
هذه بيوتنا مفتوحة للجميع تعالوا نجلس معا كلنا في بيتي.. الدم واحد المصير واحد.. أنا ابن حوران وأنت ابن حمص أو حلب أو الساحل أو أي منطقة لنا هذا الوطن لنكن معاً نتقاسم رغيف خبز.. فلتتجه النساء إلى بيت محدد والرجال إلى بيت.
واثق انه لا خوف ولا تثريب ولن نرى مظهر عسكرة أبداً، ثمة شباب آخرون بصوت واحد: ما يصيب أحدنا يصيب الآخر.
يرن صوت آخر بجملة ذكية: والله غداً سوف نضحك على ما كنا نفكر به.. لا لن أخرج نحن هنا لست خائفاً وكيف أخاف ونحن في مثل هذا التعاضد.
شهر من الزمن مضى على الأمر وكل يوم أشعر أن الأمن والأمان يزداد وأن جوهر الإنسان السوري كما الذهب.
لن يخلو الأمر من بعض الهفوات هنا وهناك وهذا طبيعي ويزول.. نحن في طريق الأمل الذي ينبض من قلب كل سوري.
#صحيفة_الثورة