من نازك الملائكة إلى سلمى حداد.. الإبداع الشعري وزراعة الأمل

الثورة – ديب علي حسن:
الشعر رؤيا.. والرؤيا ققز خارج حدود الزمان والمكان.
وبالتالي هي استشراف بما يمكن أن يكون،  وفي الشعر العالمي الكثير مما يمكن الحديث عنه في هذا المجال.
من إيلوار إلى آراغون ولوركا وماياكوفسكي وناظم حكمت وطاغور .
وفي الأدب العربي القائمة طويلة من السياب إلى بدوي الجبل وعمر أبو ريشة وغيرهم.

– شعاع الأمل:
مع فورة الشعر واللاشعر في المشهد الأزرق نبحث عن النور في مواكب القصيدة.
ومن باب قول ابن عربي (كل ما لايؤنث لايعوَّل عليه) نقف مع رموز شعرية أنثوية  إبداعها خصب وحقيقي.
– نازك الملائكة:
صحيح أن نازك الملائكة كانت صوت الحزن المتفرد،  بل المعتَّق، وهي التي فجرت لحظة اكتشاف الشعر الحر أو التفعلية.
لكن حزنها كان قراءة جمالية  تصب في جمال القادم  من الحياة تقول:
نازك الملائكة: نحب الحياة
وتحب الحياة وما فيها من أجل:
سأحب الحياة من أجل ألحانك
يا بلبلي الحزين وأحيا
سأرى في النجوم من نور أحلامك
ظلا مخلدا أبديا
أحب الحياة بقلبي العميق
وأمزجها واقعها بالخيال
أحب الطبيعة حب الجنون
أحب النخيل أحب الجمال
فأعشق ذاتي ففي عمقها.
و تُعلّمنا كيف نواجه الحياة إذا جرحتنا:
وإن جرحتنا أكف الحياة
سكبنا الرضى في شفاه الجراح
وذقنا حنين الجمال اللذيذ.
– فدوى طوقان: حصان الشعب جاوز كبوة الامس..
أما فدوى طوقان، الصوت المتفرد في القدرة على التمرد الاجتماعي وكسر الأعراف البالية، رغم أنف التعصب، فهي التي أعطت قوة الأمل بالغد تقول :

أحِبّائي:
مسحْتُ عنِ الجفونِ ضبابةَ الدمعِ الرَّماديَّة
لألقاكُمْ وفي عينيَّ نورُ الحبِّ والإيمان
بكُم، بالأرضِ، بالإنسانِ
فواخَجلي لَوَ اني جئتُ ألقاكُم
وجفني راعشٌ مبلول
وقلبي يائسٌ مخذول
وها أنا يا أحبَّائي هنا معكُم
لأقْبِسَ منكُم جَمْره
لآخُذَ يا مصابيحَ الدُّجى من زيْتِكُم قَطرةْ
لِمصباحي.. وها أنا يا أحبَّائي
إلى يدِكُم أمُدُّ يَدي
وعندَ روؤسِكُم ألقي هنا رأسي
وأرفعُ جبهتي معكُم إلى الشمسِ
وها أنتم كصخْرِ جبالِنا قُوَّة
وها أنتم كزهرِ بلادنا الحلوة
فكيفَ الجُرحُ يَسحقُني؟
وكيفَ أمامَكُم أبكي؟
يميناً، بعدَ هذا اليومِ لنْ أبكي.
أحبائي حصان الشعب جاوزَ كبوة الأمسِ
وهبَّ الشهمُ منتفضاً وراء النهرْ
أصيخوا، ها حصان الشعب
يصهلُ واثقَ النَّهمه
ويفلت من حصارِ النحسِ والعتمة
ويعدو نحو مرفأه على الشمسِ
وتلك مواكب الفرسان ملتمَّه
تباركه وتفديه
ومن ذوب العقيق ومنْ
دمِ المرجان تسقيهِ
ومن أشلائها علفاً
وفير الفيض تعطيهِ
وتهتف بالحصان الحرِّ:
عدواً يا – حصان الشعبْ
فأنت الرمز والبيرق
ونحن وراءك الفيلق
ولن يرتدَّ فينا المدُّ والغليانُ – والغضبْ
ولن ينداح في الميدان
فوق جباهنا التعبُ
ولن نرتاح، لن نرتاح
حتى نطرد الأشباح
والغربان والظلمه
أحبائي مصابيحَ الدجى، يا اخوتي في الجرحْ…
ويا سرَّ الخميرة يا بذار القمحْ
يموت هنا ليعطينا
ويعطينا
ويعطينا
على طُرُقاتكم أمضي
وأزرع مثلكم قدميَّ في وطني
وفي أرضي
وأزرع مثلكم عينيَّ
في درب السَّنى والشمسْ.
– سلمى جميل حداد: قطعة حبق من اعلى الجبال..
وفي المشهد الشعري العربي الآن يطل من على رأس القائمة الشاعرة السورية والأستاذة الجامعية الدكتورة سلمى جميل حداد في الرواية والشعر  والانغماس بهموم الوطن ومعاناته وقراءة واقع الحال، ثم التبشير بنور يشع ويملأ كل أرجاء الوطن ليكون اللقاء مع حبق الأمل والحياة سوريا الوطن الأنقى والأجمل، وهي الطريق إلى مجد الإنسان،  هذا كله في أعمالها الروئية والشعرية، ومن آخر منجزاتها الشعرية نقتطف؛
تقول حداد:
(أشتاقكَ..
يستمهلني الصباح
لأجمع لعينيكَ قطفةَ حبق من أعالي الجبال
ولشفتيكَ فنجان قهوة وسكّر،
كل طرقات قلبي تؤدي إلى حيث تكون
“الحب والعطر لا يختبئان”
لكنني أرتالُ غربةٍ وابنة مسافاتْ
ونصف حكاية وأنت الراوي
فقد نذرتُ لصمتي النهاياتْ
وتركتُ لأنفاسكَ ما أتيتكَ يوماً بعطري
فهلّا فهمت أنوثة الإشاراتْ؟
أشتاقكَ..
وأراكَ من بعيد تتلصص على ضربات قلبي
ودواوين عشق لا تتقن لغتها
لكنك تمسح عن غلافاتها وجوه الأولينْ
لتبقى أنتَ الدهشة وأنتَ اليقينْ،
ارفع الكأس عالياً
سأشرب معكَ نخب دكاكين الورود
على امتداد ذراعيّ وخاصرتيك
لا سُلطة أعلى من سلطة المجاز
على طفلة القصيدة.)
نعم على تراب الوطن المزروع أملاً وهجرة القلوب للقلوب سيكون اللقاء وبحبق الكرامة وشعاع الأمل.
صحيفة – الثورة

آخر الأخبار
"الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات