وجهة نظر في تشكيل الحكومة

ثورة أون لاين – د خلف علي المفتاح : كعادتهم يتفاءل الكثير من السوريين عند الإعلان عن استقالة حكومة وتشكيل حكومة جديدة ظناً منهم أنها خطوة باتجاه حكومة ذات أداء أفضل. انطلاقًا من همومهم وطموحاتهم وأوضاعهم المعيشية وما يواجهونه من تحديات

ولا نبالغ إن قلنا إن هذه المشاعر كانت هي الأكثر حضوراً عند الإعلان عن تكليف رئيس حكومة جديد بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا وانعكاساتها السلبية على حياة المواطنين ومستوى معيشتهم وغيرها من أمور تتعلق بالأداء العام والخدمات العامة ودورة الحياة العادية ؛ولعل المتابع للشأن العام يلحظ أن ثمة تفاؤلاً واضحاً عند الكثير من المواطنين بتكليف الدكتور رياض حجاب رئيساً للحكومة لعدة أسباب منها أن ثمة تغييراً في قواعد اللعبة من حيث الاختيار الذي كان محكوماً إلى حد ما بتقليد معين من حيث المكان، والأمر الآخر وهو الأهم مواصفات الشخص المكلف وسيرته الذاتية ومهامه وكفاءته وسمعته واختصاصه وحضوره الشعبي وكلها نقاط إيجابية لمصلحة المكلف من وجهة نظر الكثيرين أو على الأقل ممن استمزجت آراؤهم.‏

ولكن السؤال الأهم من وجهة نظرنا ترى هل ستنسحب ذات المعايير في الاختيار على باقي أعضاء الحكومة لتأتي حكومة متجانسة وذات اداء متشابه ومتناغم ومنسجم يمكنها من الاضطلاع بمهامها ومواجهة التحديات التي تواجهها، وهي بلا شك كبيرة وجسيمة، أم إن اعتبارات ومعايير اخرى ستتحكم في بعض عناصر الاختيار ولنكن أكثر دقة وشفافية، هل المطبخ السياسي أو الحزبي الذي كان يرشح اعضاء الحكومات السابقة سيكون هو ذاته؟ وهل ستبقى ثقافة التكليف بالمهام العليا هي هي ولاسيما أنه بعد مضي عدة أيام على تكليف رئيس الوزراء الجديد بدأت تتسرب بعض المعلومات مفادها أن النمط التقليدي الوصائي مازال يوحي على الأقل بأنه هو لا غيره المعني بالترشيح بالرغم من كل الذي حدث وخاصةً بعد إقرار الدستور الجديد للبلاد وما حمله من تغيير بنيوي في طريقة وآلية الاختيار، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن السيد رئيس الجمهورية هو الذي يعين رئيس الوزراء والوزراء بحسب الدستور النافذ ولكن الكل يعلم أن تعيينهم يتم بناء على ما يتم تقديمه أو ترشيحه للسيد الرئيس من الجهات المعنية أو المكلفة ذلك وفي مقدمتهم رئيس الحكومة المكلف.‏

إن الإحالة بالترشيح للنمط التقليدي بآلياته ومعياريته لم يعد يجد ترحيباً في كثير من الاوساط الشعبية والرسمية وغيرها قياساً على تجارب سابقة لكونها لم تعط النتائج المرجوة ولم تنتج الحالة او الأداء الذي تستلزمه المرحلة وخصوصيتها وثقافتها السياسية واهمية الانعتاق من الحزبي إلى الوطني، وهذا تطور مهم في الحياة السياسية السورية باتجاه تعزيز وترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص والكفاءة والمواطنة الحقة على قاعدة التغيير في قواعد اللعبة مع الحفاظ والتمسك بقواعد الدستور المبنية أساساً على معايير وطنية.‏

لقد جرت العادة أن يحيل المواطنون وغيرهم ممن يهتمون بالشأن السياسي الى مخبرالتحليل كافة الاسماء التي تكلف بمهام قيادية ليكتشفوا معايير الاختيار ويروا إلى أي مدى جاءت منسجمة مع العناوين الإصلاحية انطلاقاً من معرفتهم بإمكانات وقدرات وكفاءة القادمين الجدد، وعلى ضوء نتائج المخبر الاجتماعي الذي لا يمكن لأحد أن يخضعها لشروطه تتشكل الكثير من المواقف وتتعزز أو تتراجع الكثير من الآمال والطموحات.‏

آخر الأخبار
توقيع بروتوكول تعاون لإطلاق منصة وطنية تدعم جهود توثيق المفقودين في سوريا ضبط الأمن وترسيخ الاستقرار مسؤولية وطنية وإنسانية بانتظار إقرار الموازنة.. خبير يتوقع أن يكون تمويلها مختلطاً "الإسلامية السورية للتأمين".. الوحيدة في معرض دمشق الدولي سوريا: قضية المفقودين والمختفين قسراً ستبقى أولوية وطنية  "غرفة صناعة إربد" تبحث تطوير التعاون التجاري والاستثمارات في درعا "عمرة" جزئية لاستمرار العملية الإنتاجية في مصفاة بانياس من زيت الزيتون إلى الأمل.. فلسطين تنبض في معرض دمشق الدولي  حملة أمنية في طرطوس تستهدف مجموعات خارجة عن القانون ترامب وكوشنر وبلير على طاولة "اليوم التالي للحرب"  "الأوروبي" يؤكد دعمه للهيئة الوطنية للمفقودين في سوريا حضور لافت لهيئة الاستثمار  في  معرض دمشق الدولي بريطانيا تجدد دعمها لجهود المساءلة والعدالة الانتقالية في سوريا وزير المالية : الزيادة الأخيرة على الرواتب ستكون العام القادم   تأهيل الطريق المخدّم لسوق هال طفس "أبشري حوران" تنطلق مساء اليوم من مدرج بصرى الشام إقبال لافت على المعرض الوطني للابتكار والاختراع في "دمشق الدولي"  براءات اختراع من خمس دول ودواء واعد.. د. مالك السعود: بانتظار بيئة بحثية حاضنة حفاظاً عليها من الاندثار.. حرفيون يحيون مهنهم في معرض دمشق الدولي شركات تركية: معرض دمشق الدولي تظاهرة حضارية اقتصادية