ثورة أون لاين-أحمد عرابي بعاج :
التحرك الفلسطيني للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية في آذار المقبل بات بحكم المؤكد وهو الرد العملي على رفض مجلس الأمن لمشروع القرار الفلسطيني بإنهاء الاحتلال في غضون ثلاث سنوات حيث أسقطته واشنطن كما كان متوقعاً، ومن الطبيعي أن يعاد طرحه في مجلس الأمن مجدداً إلا أنه لا فائدة ترجى طالما أن الفيتو الأمريكي بالمرصاد، ولكن إعادة طرحه تحرج الولايات المتحدة المتشدقة بالديمقراطية المزيفة وحقوق الإنسان وأنها مع حل القضية الفلسطينية.
عشرات مشاريع القرارات أسقطتها واشنطن لمصلحة إسرائيل وضد الشعب الفلسطيني تحديداً ولا بأس بأعداد إضافية أخرى.
لن نكشف سراً إذا قلنا إن واشنطن لا يؤمن جانبها وإن أي اتصالات مع الفلسطينيين محورها دعم إسرائيل والمحافظة على وجودها.
واشنطن لا ترغب في حل المشكلة الفلسطينية في مجلس الأمن أو عبر الرباعية الدولية أو أي مسعى آخر لأنها تريد أن تستفرد بالفلسطينيين بعد تواطؤ دول عربية مع إسرائيل وإنهاء القضية الفلسطينية على الطريقة الإسرائيلية بات مسألة وقت بالنسبة لواشنطن.
فما حدث في مجلس الأمن يدل فوق دلالات السنوات التي فاقت الخمس والستين للاحتلال أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لها صديق في المنطقة سوى إسرائيل، وأن تحالفها مع بعض دول الخليج وسواها من دول المنطقة ليس إلا لتنفيذ مهام تطلب إليهم ويمكن أن ترمي بهم في أي وقت بعد أن تنتهي مهمتهم لديها.
ولا يمكن أن ينتهي الاحتلال إلا بالمقاومة والاستمرار في دعم محور المقاومة وكل ما عدا ذلك لا يتعدى تقطيع وقت.
إن مسألة انضمام فلسطين إلى الجنائية الدولية تخيف إسرائيل من مساءلة ضباطها وجنودها في الخارج وقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن هذا المسعى سيؤثر على المساعدات الأمريكية وهذا هو الابتزاز الجديد الذي تعمل عليه واشنطن لإحباط تلك الخطوة أيضاً.