ثورة أون لاين:
“أبجدية الياسمين” كتاب صدر باللغة العربية والإنكليزية لمصممة الأزياء العالمية السورية منال عجاج قدمته لزائري معرضها الذي أقامته في برلين مؤخرا تحدثت فيه عن الحضارات التي تعاقبت على سورية والأزياء السائدة في كل حقبة.
سانا المنوعة التقت عجاج التي قالت إنها حاولت في كتابها تقديم لمحة عن الإسهامات الحضارية التي أثرت بها سورية الحضارة الإنسانية في مجال تصميم الأزياء حيث مزجت بين التراث والحاضر بأسلوب راق يحترم التقاليد ويعاصر الموضة وحاولت من خلاله تقديم صورة عن الحضارات التي مرت على سورية والأزياء التي سادت في كل مرحلة ولا سيما أنها ابنة مدينة الياسمين.
وأضافت عجاج أنها تحدثت في كتابها عن الحقب التاريخية التي مرت على سورية منذ نشوء الأبجدية الاوغاريتية وحتى الان والتصاميم التي كانت سائدة في كل مرحلة لافتة الى ان الزي السوري في مملكة أوغاريت تأثر بالأزياء السومرية فازداد الثوب خنصرة وظهرت عدة قصات ومنحنيات داخله كما ظهرت طبقات متعددة “كشكش” في الزي وكانت غالبية الأقمشة من الصوف والكتان وجلود الحيوانات مع ألوان متعددة كالأحمر والأزرق والأسود والأبيض وظهر الكاب “الشال” والزي الملفوف حول الجسد.
وأوضحت عجاج أن الحقبة البابلية تميزت بالثوب الطويل وفوقه الكاب الملفوف حول الجسد وتشابهت أزياء النساء والرجال معا حيث مالت أزياء النساء إلى الخطوط المستقيمة مع عرض على الحزام وهي استمرار من الزي السومري مع الفن بالشال أي شراشيب وزركشات وظهرت الوان جديدة كالبنفسجي والاخضر والزيتوني والاحمر الطوبي.
ولفتت الى ان الحقبة الفينيقية حملت تاثيرات مختلفة من السومري الى الاغريقي وميزت باثواب منقوشة ومستقيمة ولها درابيات كثيرة مع الشال بكنار مطرز وبليسية أسفل الثوب مأخوذ بشكل زخارف عمرانية وأشكال من فن العمارة.
وقالت إن الحقبة الآشورية تميزت بتنوع كبير عند الرجال وقل ظهورها عند النساء حيث ظهرت الملابس البيضاء المصنوعة من الكتان وظهرت أغطية الرأس عند المرأة بشكل كاب ووشاح ما أدى الى ولادة العمامة التي تطورت فيما بعد وظهرت الشملة باللون الأسود والأبيض والعباءة الكبيرة كما ظهرت تقنيات من التطريز كالرسومات هندسية الشكل من نجوم ومضلعات وأشكال اسطوانية بحيث توصل بالزي ويمكن فكها لتنظيف الزي.
وبينت عجاج أنه في الحقبة الفارسية ظهر القميص التونيك مثل السيدة الآشورية وثوب طويل مع كاب ووشاح للرأس يشبه الايشارب بشراشيب وظهر فتح البالطو من العباءة بشكل مانطو والرداء الملتف من الراس الى الجسد والاغلاق / الرد/ والسروال وكان هناك أهمية لاغطية الراس والعمامة والاقمشة المستخدمة مثل التول والصوف والجلد والحرير والالوان متعددة التدرجات الاحمر والبرتقالي والاصفر والاخضر والبني كما الزخارف المستوحاة من الطبيعة والحيوانات.
وقالت عجاج ان الحقبة الاغريقية تميزت بالأثواب الكثيرة الثنيات مع الشال الكبيرة المطرزة المزخرفة بنقوش هندسية واستخدمت في تلك المرحلة اقمشة الصوف العادي لعامة الشعب والفخم للطبقات الحاكمة وكذلك الحرير المحلي والمستورد من الصين للطبقات العليا فقط والقطن مطبوعا او مطرزا او منقوشا والتيل منقوشا او مطرزا واهم الالوان البنفسجي والأصفر والذهبي والأخضر والاحمر القاتم والقرمزي القاتم والأبيض والأسود ولم يكن هناك غطاء للرأس بل شريط او شبك من أوراق الشجر مصنوع من الذهب الخالص وتنوعت أثواب الناس وظهر الرداء الدوري شال يرتدى مع حزام أو بدون.
وأضافت في الحقبة الرومانية ظهر فستان درابة وفوقه شال ملفوف عدة ثنيات الى اثواب طويلة مستقيمية بدون أكمام مع نقوش أو زخرفات عمرانية مع أغطية للرأس وعصبات ووشاح طويل وكذلك ظهرت منتج الدالماشيا الذي يشبه العباءة الإغريقية وأهم الاقمشة المستخدمة في تلك المرحلة الأصواف والحرير والزخارف الهندسية واشكال الأغصان والأوراق النباتية والطيور وموضوعات الصيد إما الألوان فهي البنفسجي والأبيض والقرمزي.
وقالت عجاج إن الحقبة البيزنطية تميزت بالثياب الاحتفالية التي مازالت مستخدمة حتى اليوم مع شال وكاب ودربيات ووشاح للرأس والأثواب من طبقتين ثوب ضيق طويل سادة وفوقه ثوب اقصر ملون مطرز وظهرت الوان متنوعة كما ظهر منتج البنطلون والاقمشة الرقيقة كالحرير والكتان والصوف والجلود للشتاء وظهرت ايضا الأقمشة الوبرية كالمخامل واستخدم البروكار ” أول نسيج حياكة في العالم نسجه سوريون” بألوان متعددة ورسومات نباتية وهندسية مع ألوان غنية جدا.
وتابعت عجاج في الحقبة العباسية كان اللون الأسود هو السائد واعتبر شعارا للدولة العباسية وتميزت الأقمشة بالرسومات المتعددة وفي الحقبة الفاطمية والمملوكية تنوعت أزياء العيد والاحتفالات وتميزت بأنسجة مدموجة بخيوط من الذهب والحرير المطرز بالمجوهرات احيانا فهي مرحلة ترف بالأزياء
كانت المنتجات مؤلفة من السروال القميص الثوب ذي أكمام واسعة فضفاضة وأحزمة فخمة مرصعة بالمجوهرات مع عصبات مختلفة الألوان والأحجام وأوشحة حريرية كتب عليها قصائد شعرية.
وبينت عجاج انه في العقبة العثمانية ازداد إنتاج النسيج من بروكار وكتان وحرير بأنواعه وألوانه وأخذت الأزياء الطابع المدني من قميص وسروال غني ومطرزة نهايته جاكيت فوقه مطرز يدعى انتثاري وثوب من الساتان المقلم وفضفاض مع أغطية مختلفة للرأس وظهرت التنورة بأحجام متنوعة القفطان الملفوف ويدعى الجبة والحبرة عبارة عن عباءة فضفاضة عريضة تلبس عند الخروج من المنزل و اليلك منتج كالمشلح بدون اكمام يلبس فوق القميص والسروال.
وأشارت عجاج إلى أنه في مرحلة الانتداب الفرنسي ظهرت دور الأزياء العالمية وظهر البنطال والسروال والملابس القصيرة والرياضية وكانت ذات خصر ضيق وتنورة مرتفعة الى منطقة الصدر.
وظهرت التنانير بحاشية من الأسفل كما ظهرت مقلمة بألوان جميلة لتضيف الترف والرخاء ودخلت الأزياء الأوروبية في تلك الفترة أما حقبة ما بعد الاستقلال فتميزت بالأزياء المختلفة من جميع الثقافات بسبب الانفتاح على الأسواق العالمية حيث انتشرت جميع أنواع الأقمشة والألوان.
دمشق-سانا