يشهد المجتمع السوري اليوم تحولات جذرية في الأجواء الرمضانية التي تعود به إلى أصل المبتغى من هذا الشهر، ذلك أن الواقع المزدحم بالملهيات التي دأبت كل الفعاليات على تبنيها سابقاً في شهر رمضان، ساهم بشكل مؤثر في انحراف اهتمامات وسلوكيات كثير من أبناء المجتمع عن جوهر الرسالة الإيمانية التي يحملها هذا الشهر الفضيل. حتى تحول إلى موسم سنوي حافل بالأعمال الدرامية التي تحقق أعلى المشاهدات، وبرامج التسلية والترفيه، وخيمات السهر ومعارض التسوق، وغيرها من مباهج ومغريات ارتبطت به، ودفعت تقويم ساعاته الفضيلة، خاصة لدى جيل الشباب، نحو الهدر بالعبثية واللا جدوى، في وقت يعتبر فيه شهر القرآن موسماً للارتقاء بالعبادات، والاجتهاد بالنوافل، وتجديد نية الإخلاص في العبادة، تصحيحاً لمسارات لهو الحياة ومشاغلها، لتعود الأولويات إلى سكة الالتجاء إلى الخالق والتقرب إليه، وهو الجوهر الإيماني الذي يجب أن نتمثله من خلال ضوابط تعود بنا إلى جلالة طقوس رمضانية تاريخية لطالما كانت نابضة بالروحانيات، وها هي تعود.