الثورة – همسة زغيب:
“لا مناصب في الحب” كتابٌ جديد للشاعر السوري المغترب رضا أسعد، صدر مؤخراً باللغتين العربية والإنكليزية في دمشق، بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب في سوريا، وفيه يقدم رؤيته الخاصة عن جوانب الحياة اليومية وهي تتجه نحو جوهر الحياة في عجينة الحاضر والماضي والمستقبل.
ويأتي هذا الكتاب، الذي أطلق عليه (خواطر متناثرة)، ليضيف إلى تجربة الكتاب السورية في أوطانها الثانية رؤى إنسانية تحتاج إلى عمق في القراءة، ليكتشف القارئ خفايا الانتماء الحقيقي إلى أرض ولغة وتاريخ نحبها جميعاً.
والشاعر السوري رضا أسعد يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ نهاية السبعينيات في القرن الماضي، وقد أسس في تجربة الغربة هناك أداء ثقافياً من نوع خاص يتجسد في تدريس اللغة العربية للجالية العربية والأجيال المغتربة الجديدة، التي نأت عن أوطانها وتحتاج إلى متابعة مع اللغة الأم التي تنتمي إليها.
ويحاول في نصوص جميلة الدمج بين تفاصيل الذاكرة وبين أجوائه التي تبدأ بالثقافة وتندمج بالحياة وتفاصيلها الشيقة.. يقول:
كانت شقتي في ساحة النجمة في دمشق، قبل أن أغادرها إلى أمريكا، ملقى لكثير من أصدقاء ذاك الزمن الجميل، كنا نلتقي في حواراتٍ ثقافية وسمر ممتع، طالما تخلله تناول ما أطبخه من أصناف طعامٍ، كنت ماهراً في إعدادها، لتأتي الجمل وتحول النص بلغة جميلة إلى نشيد من الغبطة، فالموهبة والحب كانا سرّ المهارة وطيب النكهات..”
وفي البحث عن التاريخ الأدبي للشاعر رضا أسعد، صدر له في أواخر السبعينيات ديوان شعري يغصّ بالنفحات الصوفية، ويبحث عن هوية الحب في نفس الإنسان السوري، وقد أطلق على ديوانه آنذاك عنوانا لافتاً هو: “لا أخافكم لأني أحبكم”.