لا يحتاج أي مراقب، أو متابع للشأن السياسي إلى كثير من العناء والجهد، حتى يلحظ على الفور مدى الوضوح والشفافية في السياسة السورية التي انتهجتها دمشق منذ الأيام الأولى التي أعقبت تحرير سوريا من النظام البائد.
ضمن هذا السياق، يندرج حديث الرئيس الشرع اليوم لصحيفة “نيويورك تايمز” ، والذي اتسم بأعلى درجات الوضوح والصراحة تجاه كل القضايا والتساؤلات والمطالب، بما فيها المطالب الأمريكية، أو إن صح التعبير (الشروط) الأمريكية لرفع العقوبات عن الشعب السوري.
المشهد اليوم يبدو فائضاً وطافحاً بالتعقيدات التي يفرضها زحام الأزمات والملفات الشائكة، وهذا بالطبع لا يتعلق بالشأن السوري فحسب، بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشأن الإقليمي والدولي أيضاً، لذلك فإن الأمر يبدو أشبه بالمشي فوق حقول من الألغام، وهذا بقدر ما يحتاج إلى الدقة والموضوعية والشفافية، بقدر ما يحتاج إلى التأني والحكمة والمحافظة على الزخم في زرع بذور الثقة مع كل الدول التي قطعت علاقاتها من النظام الأسدي منذ سنوات وعقود طويلة.
بحسب المعطيات والقراءات، خصوصاً تلك التي تحسن قراءة ما بين السطور، فإن السوريين على موعد قريب مع انفراجات سياسية هامة، لعل أبرزها تخفيف العقوبات وفتح صفحة جديدة في العلاقات السورية الأمريكية، انطلاقاً من يقين وقناعة واشنطن بمحورية وريادة الدور السوري في المنطقة والعالم، وتحقيق هذا الإنجاز الجديد، يؤكد مجدداً أن الدولة السورية تخوض غمار حربها الوجودية بصلابة وشجاعة.
