كم هو صعب أن يتنقل جمر الخطايا بين مواقد السوريين، يشعل ناراً هنا ويذري رماداً هناك، لتلعب الرياح العاتية برؤوس لهيبها الغادر وألسنتها الطويلة كيفما يريد الإعصار.
فعلى وقع الأحداث المؤلمة، والأخبار المتضاربة، والتجييش العابر لحرمة الدم السوري، تتربع وصفات الشعارات وفداحة الشائعات المتضاربة من كل حدب وصوب فوق قفازات الخفاء، لتزيد من حالة الرقص المخزي وجع المجتمع وضحايا أبنائه الذين نفتقدهم كل يوم بالعشرات، فيما يبقى ضجيج الواقع مقيد بين ضبابي ومبهم.
مهلاً أيها القدر، نريد لصوت العقلاء والغيورين على مصلحة الوطن من كل الأطياف أن يتصدروا المشهد وفي كل المنابر، أن يعلو ويسجلوا في رادار السمع والبصر والبصيرة واليقين، أن لا غالب ولا مغلوب في وطن المحبة والسلام، إن أردنا لبلدنا الخير والنماء بصفاء النفوس والنيات.
فسوريا الملقبة بأم الدنيا ومركز التوازن العالمي، هي الأم الرؤوم التي تحتضن جميع أبنائها على السواء.. وبالتالي ليس من الصعب أن تصلح من شأنهم وتعيد توازنهم وترجِّح كفة محبتهم وتعاونهم، بغية القضاء على مفردات الحقد والبغضاء والتفرقة المذمومة.
لعله من الضروري- إذا كنا نؤمن بمقولة “الدين لله والوطن للجميع”، ونريد دولة القانون والمؤسسات، أن تبرد الرؤوس الحامية المعاكسة بأحلامها لهدأة تيار السلم الأهلي، الذي هو عماد الاستقرار والأمان للنهوض والبناء، بعدما أنهكت جسده سنوات الحرب الطويلة.
حان الوقت لتضميد الجراح، ووقف نزيفها الذي استطال على امتداد جغرافية الوطن.. فهل من مجيب للمصلحة الوطنية؟
