“لهفات الفؤاد” للشاعرة سميّة جمعة

الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
رغم قسوة البادية ويباسها، خرج منها الكثير من الشعراء المبدعين، من عمر الفرا حتى الصوت النسائي سمية جمعة التي صدر لها مؤخراً مجموعة شعرية بعنوان “لهفات الفؤاد”، مكونة من سبعة وأربعين قصيدة من القطع المتوسط صادرة عن ديوان العرب للنشر والتوزيع في مصر.

بثت فيها شجونها وسكبت ما يخالجها في قصائد تناغمت كموسيقا شاعريّة، تنوّعت القصائد بين شعر النثر والشعر الحر، كانت القصائد عصف من الماضي، تناولت فيها قضايا اجتماعيّة ووطنية، فأشارت لقضية النزوح، وما أفرزته من معاناة وإشكاليات، وأثره على الشاعر المفعم بالإحساس.

حمل الغلاف بلونه الأخضر نفحات إنسانيّة، فترى الأحمر لون الدم مخضباً به وبالمقابل نرى القلب الواسع الذي يتّسع للعالم ويظهر تمرّد الأنثى على بيئتها ومجتمعها برسومات إيحائية.

سكنت تدمر وذكرياتها في قلب ووجدان الشاعرة التدمرية “سمية”، ومن أبرز العناوين قصيدة “عصف الماضي”، وتحتل الذكريات سمية فترقص مع الوجع عاشقة تائه لتنثر الحزن فوق أرصفة الطرقات، وقصيدة “حيرة” لتسأل نفسها فيها: لماذا تغمضُ عيون الموتى..؟ فيأتيها الجواب الصادم: كي لا يخرج منها التعب، فكتبت في مفكرة الأمس: إذاً نحن الموتى.

أما قصيدة “تقاسيم” في دعوة لصياغة الأحاسيس لتحولها لشيء ملموس لتلتم بأرضها سكراتها.. لتعلنها غميسة بمزق القلب.

وتجسد الانتظار بمرارته في قصيدة “تنهدات الروح” فتصف مرايا أيامها بصقيع أوقاتها:لماذا تأخرت؟ لماذا؟ وتركت كل تلك الأمنيات على رصيف الانتظار؟ مرايا أيامي صقيع أوقاتي.

وجهت قصيدة “قوافي” لمدينتها تدمر بلوعة وحسرة على فراقها، فتنادي أحجارها التي تحكي تاريخ حضارة وأمجاد أجدادنا في الزمن السحيق.

وفي قصيدة “سر الحياة” تشير لما علمتها إياه الحياة منذ نعومة أظفارها فتقول:علمتني الكتابة/ منذ نعومة أظفاري/ كيف انهض من جديد/ وأرتدي ثوب العيد/ علمتني/ أن الحياة كهف/ وهي المارد العنيد.. علمتني/ كيف أحب نفسي / وأنفض عنها غبار السنين/.

وفي قصيدتها “لولاك” ذات الطابع الوجداني تحدثت عن البلاغة في دهشة الكلمات والحروف ولهفة الحضور، ذلك البوح الذي يعطينا آفاق لتجليات “المنفى” مشاعر جميلة نبيلة كطفولة في حضن لدفء، غريبة كشجرة برية صامتة.

ونرى التفاؤل في قصيدة “ربيع في عيونك”، فهناك دائما من يزرعون الربيع في حياتنا، رغم الخذلان الذي نراه من بعضهم.وتوقد الشاعرة جمعة شموع الشوق التي تأتي في عجل وتنطفئ مع الأسف.

نلمس تميزاً واضحاً في هذه المجموعة الشعرية للشاعرة سمية جمعة لتنطق مع الكلمات موسيقا تجتاحك، علماً أنها مجموعتها الشعرية الرابعة بعد دوواينها السابقة “قلب واحد” و”أرض اليباس” و”عابرةٌ في ليل البنفسج”.

آخر الأخبار
ليلة النار في طهران ..اسرائيل تفتك بقيادة إيران النووية عمليات استخباراتية متزامنة: الموساد ينفّذ ثلاث ضربات داخل إيران لإرباك الدفاعات وإضعاف الرد إسرائيل تُربك طهران قبل الضربة.. تكتيك خداعي محكم سبق القصف الجوي على إيران طفل يقود سيارة فاخرة في وسط دمشق بلا رقيب..! الضربات الإسرائيلية تستهدف قلب المنظومة العسكرية والنووية الإيرانية ..وهذه أبرزها 1755 طالباً يتنافسون في تصفيات أولمبياد الرياضيات للصغار واليافعين غداً عقود النفط الآجلة ترتفع 11 بالمئة على وقع الضربة الإسرائيلية لإيران تفاعل دولي واسع بعد الغارات الإسرائيلية على إيران.. إدانات وتحذيرات ودعوات للتهدئة تل أبيب تضرب في العمق الإيراني.. "الأسد الصاعد" تفتح أبواب المواجهة الكبرى في الشرق الأوسط خامنئي ينعي قادة وعلماء بعد الغارات الإسرائيلية على إيران: المواجهة مستمرة والرد قادم إسرائيل تشن عملية جوية واسعة داخل إيران: مقتل قادة كبار وتدمير منشآت نووية إسرائيل تضرب إيران بقوة.. اغتيال قادة في الحرس الثوري وعلماء نوويين مشروع أمريكي لإلغاء "قانون قيصر" ورفع شامل للعقوبات عن سوريا عزل 67 قاضياً من محكمة الإرهاب الملغاة.. خطوة لتعزيز العدالة واسترداد الحقوق سوريا: التوغل الإسرائيلي في بيت جن انتهاك واضح للقانون الدولي محافظ درعا يحاور الإعلاميين حول الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية جامعة إدلب تحتفل بتخريج "دفعة التحرير" من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال وزارة الداخلية تُعلق على اقتحام الاحتلال لبيت جن: انتهاك للسيادة وتصعيد يهدد أمن المنطقة شريان طرطوس الحيوي.. بوابة سوريا الاستراتيجية عثمان لـ"الثورة": المزارع يقبض ثمن القمح وفق فاتورة تسعر بالدولار وتدفع بالليرة