الثورة – عبير علي:
مشغولات يدوية جميلة مصنوعة من الإبرة والخيط وبعض قطع الأقمشة، محاكة بحبٍ وإتقانٍ عكست فيها روح الورشة الفنية لحرفة تدويرالأقمشة التي احتضنتها حديقة المركز الثقافي في “أبو رمانة”، وشاركت فيها مجموعة من السيدات، بإشراف المدربة العراقية ذكرى علي.
عرّفتنا المدربة علي عن نفسها، بأنها مقيمة في بلدها الثاني سوريا، الذي عشقته منذ الصغر، وتعمل بالمجال الإنساني لتعليم السيدات أعمالاً شتى ، وهذه المهنة التي استهوتها بشغفٍ لأنها تعيد لنا تاريخ الجدات والأمهات، لنستمد قوة الماضي بالتجديد مع الحاضر.
ونوّهت بأنها تعلّمت على يد مدير مشروع نحلات سوريا الدكتورة سحر البصير التقنية المتطورة لحرفة تدوير الأقمشة، وأضافت من خبرتها بالفنون الأخرى من “تطريز، كروشيه، إكسسوارات”، وعملت على صنع بصمة خاصة بها في مشغولاتها اليدوية، من خلال الدمج بين الثقافة والتراث العراقي والسوري، لاسيما الدمشقي منه.
وأكدت أن الإبداع في العمل اليدوي البسيط لا يقتصرعلى شغل “ستارة أو شرشف أو لوحة فنية” بل هو فن ارتبط بالإنسان منذ القدم، فالأقمشة والألوان جزء من الطبيعة والإنسان، لا نستطيع الفصل بينهما.
وعن أهمية هذا العمل بالنسبة للسيدات، اعتبرت أنه يساعدهن على إعادة تدويرالقماش ليستفدن منه في منازلهن، ويساعدهن على دخل مادي إضافي، ولعل الأهم أنه بمثابة علاج نفسي في ظلّ الظروف الصعبة.
فعندما تحول السيدة قطعة قماش تالفة بيدها إلى قطعة فنية جديدة، تعطيها من روحها وقلبها وتضفي عليها لمسة جمالية، تشعرها بفرح الإنجاز.
وختمت حديثها: بالتأكيد على أهمية تسليط الضوء على هذه الحرف البسيطة ذات المدلول الكبير، لناحية استثمارالوقت بما هو مفيد.
مدير المركز الثقافي في (أبو رمانة)، عمار علي أكد أن فكرة إعادة التدوير تسهم بشكل عام في نشر الفكرالإبداعي اليدوي لدى السيدات اللواتي تعملن به، مشيراً إلى استمرار ورشات تدوير الأقمشة في المركز بمعدل جلسة كلّ أسبوع يتم فيها صناعة أدوات مطبخ وملابس وأغطية منزلية وحقائب.. وغيرها.