الثورة – رفاه الدروبي:
تتفرَّد مدينة دمشق بصناعة الملبَّس الشامي الخاص عالمياً، لذا توارث الأبناء المهنة عن الآباء والأجداد، ويتمُّ توزيعه في المناسبات المختلفة على شكل صرر سُلفانية أو قطع تول قماشي أو صحون زجاجيَّة وُضعت فيها حبَّات الملبَّس حسب الطلب.
توجَّهت صحيفة الثورة إلى شيخ الكار عمر حمودة، فذكر أنَّه تعلم المهنة من شيوخ الكار، فوازى بين العلم والعمل، ليكون رئيس جمعية لمهنة المحامص والسكاكر.
وأشار إلى أنَّ مادة الملبَّس اختصَّت بالمولد النبوي الشريف في مدينة دمشق، وتتكون حبَّاته من اللوز بأنواع مختلفة كالبلدي، والإسباني، والأميركي، أو بذور المشمش، أو الفستق، لافتاً إلى أنَّ المرحلة الأولى تبدأ بالتحميص ضمن وعاء داخلة ملح، ويتم الخلط مع اللوز ويدخل مرحلة التسخين كي يصبح ناضجاً، ثم ينقل إلى وعاء آخر ويرش على اللوز القطر المصنع من السكر والمنكهات، كالفانيليا وماء الزهر لتظهر الرائحة المنعشة، وتبدأ السقاية بلطف وعلى مراحل لتغير حبات اللوز من اللون البني إلى اللون الأبيض الرطب، وتكون طبقة السقاية بسيطة تسمى قشرة السكر، ومنها حسب الطلب تكون القشرة أسمك بسبب كثرة كفايتها من مادة القطر بعد ذلك، يمكن تقديمها جاهزة.
وعن أسباب اختيار أنواع من اللوز وبذور المشمس ذات الأنواع الأميركية والاسبانية، فتعود إلى كبر حجم الحبَّات، فيما البلدية يطغى على بعضها مذاق مر ذو شكلٍ أملس، إضافة إلى أنَّها ذات أحجام أصغر من المستوردة وفيها اعوجاج رغم تفضيلها من قبل الزبائن.
كما انتقل شيخ الكار إلى كيفيَّة تصنيع القضامة على سكر، وتتكوَّن من مادة الحمص البلدي أو التركي، وتبدأ عند معلم القشير، ثم تمرُّ ببرنامج طويل لتصنيعها ولها ثلاثة أنواع: الاسطنبولية وتكون مُملَّحة، والمُغبَّرة تحتوي على ملح بسيط، والصفراء الخاضعة للتحميص فقط، ويتمُّ تسوية القضامة على سكر بالطريقة نفسها للملبَّس تماماً.
كما بيَّن بأنَّ الملبَّس كان يُوزَّع في المناسبات وخاصة الأعراس، ويُوضع قديماً بـ “السكلمة” وهي عبارة عن قطعة من الخشب مُزيَّنة بإضاءة ورفوف حيث توضع قطع الملبَّس والسكاكر والشوكولا على الرفوف ثم تُغطى بـ “التول” وتفتح من أحد أجزائها للضيافة.