ثورة أون لاين :
الرئيس باراك أوباما وفي مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإيطالي أمس اتهم «بعض الدول الخليجية» بتغذية لهيب الصراع في ليبيا،
ثم حثّ هذه الدول على المساعدة في تهدئة «الوضع السياسي الفوضوي» كما قال، وأكد أن «بضع ضربات بطائرات دون طيار أو بعمليات عسكرية قليلة» لن تكون كافية لتخفيف التوترات هناك!!
هل يمازح الرئيس أوباما حكام السعودية وقطر أم يستفزهم، أم أنه علم للتو أنهم وراء ما جرى ويجري في ليبيا؟!
فإذا كان الأمر مزاحاً فمتى يمازحهم أو يستفزهم بشأن ما يرتكبونه في سورية والعراق؟! وإذا كان لا يعلم بذلك حقاً فمن يخبره ولو متأخراً؟!
بالطبع، ليس الأمر صحوة بعد غفلة أو وخزة ضمير حي، ولا هو زلة لسان أو مزاح، ولا هو استفزاز لهم أو جهل بما يفعلون، وبالتأكيد المؤكد ليس الأمر اعترافاً بما ترتكبه السعودية وقطر أو خجلاً منه، ولا هو محاولة اعتذار أو وعظ أو إصلاح أو ترميم.. فما هو إذاً؟!
ببساطة.. هو اطمئنان أميركي كامل، بأن النيران التي أشعلتها أصابع أميركا الخليجية في المنطقة العربية لن تنطفىء أو تنحسر قبل أن تلتهم المكان كله، وبأن ما عادت هناك حاجة للأسرار والتخفي والمواربة في الكلام والتورية في المعاني وغيرها.. اطمئنان أميركي كامل لحريق أشعله بعض العرب في بيوت البعض الآخر وقد ارتد اللهب إلى أصابعهم.. فلماذا يكون على أميركا أن تطفىء من اختار الاحتراق بيديه؟!
خالد الأشهب