ثورة أون لاين :
ما زلت أذكر هيبة الأستاذ… واحترامه من قبل الطلاب والأهل… عندما كان التعليم في مدارسنا بخير … وقبل أن تصل (عناصر) التكنولوجيا الكاذبة إلى ديارنا…!
يومها… وحتى في العطلة الانتصافية كنا نراقب الأستاذ عبر وضع (مناوبين) يراقبون منزله حتى إذا خرج منه تخلو الأزقة الترابية من الطلاب الذين كانوا يمارسون ألعاباً مختلفة (تقليدية) في هذه العطلة…! وعند ركونه (أي الأستاذ)
إلى منزله تعود (الضجة) إلى تلك الأزقة من جديد..
اليوم…. انقلب المشهد… وبات الأستاذ رجلاً عادياً… بل أقل من ذلك…. لا يعدو أن يكون مراقباً بصمت تشوبه (الحسرة)على أيام مضت…!!!
ترى الطلبة يلهون…يدخنون…(يشفطون) على الدراجات النارية… وأمام أعين الأستاذ…!!
أما المشهد الأكثر غرابة.. فانتشار (فاضح) لاصطحاب التلاميذ لأجهزة (الخليوي) إلى المدارس حتى بات الأمر وكأنه (أمراً عادياً) جداً… ورغم معرفة البعض بهذه التجاوزات إلا أنك ترى (الصمت) مخيماً على الجميع… وكأنهم سلموا بالأمر على أنه نوع من (البرستيج) المرافق للتلميذ…!!!
نحن ضد العنف في المدارس… ولكن بالمقابل أيضاً ضدّ التسيب الذي وصل إلى مراحل متأخرة ويحتاج إلى إجراءات سريعة من قبل وزارة التربية…
هذا التسيب إذا استمر سيؤدي إلى استفحال المشكلات وضياع (الطلبة) وبالتالي التأثير على الاقتصاد الوطني…
اليوم … سورية أحوج أكثر من أي وقت مضى إلى سياسة تعليمية (راقية) وممنهجة لتحارب بموجبها سياسة الفكر التكفيري الذي أدخلته ممالك النفط عبر مرتزقتها، لتخلق بذلك جيلاً واعياً قادراً على تحمل المسؤوليات والنهوض بسورية وإعادة (الألق) إلى ما كان عليه… فالطالب في الثمانينات كان يزهو (ببدلته) وكانت تسمى (الفتوة).. وكان يتغنى بأدائه عندما كان يحرس مؤسساته… ويشارك في معسكرات إنتاجية تعود فائدتها إلى المجتمع بأسره…
كم أحنّ… ويحنّ غيري إلى تلك الأيام والذكريات… وكم أتمنى أن تعود …!!
فهل (الحلم) هنا يسيطر على مشاعري… ومشاعر غيري… أم أن هذا (الحلم) يمكن تحقيقه…!!!
شعبان أحمد