الكلمة تعبر الحدود وتُثمر القلوب في معرض بغداد الدولي للكتاب

الثورة – همسة زغيب:

تُعرض الكتب لتُروى حكايات المدن من خلال مؤلفيها، وتُبنى الجسور بين الشعوب عبر صفحات من نور.. بغداد، كانت ومازالت منارة للفكر، تحتفي بالكلمة وتمنحها فضاءً يليق بها.

يُقام معرض بغداد الدولي للكتاب كعيد سنوي للكلمة، ويلتقي التاريخ بالحرف في قلب بغداد، ويُجمع الأدباء والقراء والناشرون من مختلف الأوطان، في معرض ينبض بالمعرفة، ويُعيد للكتاب الورقي وهجه ودفئه وسط زحام الوسائط الرقمية، لتبقى الكلمة الورقية، الفعل الحضاري الأصدق، وتُختصر فيه العلاقات الثقافية إلى رموز عابرة على الشاشات، والكتاب جسر لا يصدأ بين الكاتب والقارئ، وبين الشعوب أيضاً.

وجاءت مشاركة الكاتبة السورية نصره إبراهيم في الدورة السادسة والعشرين من معرض بغداد الدولي للكتاب، لتؤكد أن الأدب لا يعرف الحدود، وأن الكلمة حين تُكتب بصدق، تُثمر في كل أرض.

عبور أدبي يتجاوز الجغرافية

شاركت نصره إبراهيم عبر جناح “دار المتن” للطباعة والنشر- بغداد، بأربعة كتب تنوعت بين النثر والقصة والمقال.. كتاب “والحب واقع حال”، عمل نثري وجداني يتناول الحب كحالة إنسانية متجددة، بأسلوب تأملي يلامس العمق العاطفي والروحي.

كتاب “صدى”، مجموعة من المقالات النقدية التي تتناول قضايا فلسفية وأدبية، وتطرح رؤى حول الهوية والزمن، بأسلوب يجمع بين التحليل والتأمل.

كتاب “عشرون عشرون”، قصص قصيرة تستعرض تحولات العقد الأخير، وتقدم انعكاسات أدبية على الواقع المعاصر، بلغة مكثفة ومواقف إنسانية نابضة.

كتاب “على ضفاف العاصي”، نصوص نثرية تأملية تستلهم الطبيعة والذاكرة، وتغوص في تفاصيل المكان والحنين، بأسلوب شاعري يربط بين الذات والفضاء.

جميع الكتب من منشورات دار المتن للطباعة والنشر في بغداد عُرضت ضمن جناح الدار في معرض بغداد الدولي للكتاب في دورته السادسة والعشرين، من 10 إلى 21 أيلول 2025.

وتعبر بمشاركتها عن امتداد لرحلة فكرية وفنية تسعى فيها نصره إلى تحويل النصوص إلى تجارب حيّة، تلامس القارئ وتمنحه لحظة تأمل وارتباط.

ثمرة يومية

وتحدثت نصره في تصريح لصحيفة الثورة عن مشاركتها بالمعرص قائلة: “كلما اتسعت الفسحة السماوية من خلال الانتشار، تكبر في داخلي رغبة العطاء، ويزداد حرصي على أن يكون النص القادم أكثر صدقاً وعمقاً، مضيفة: “القراء هم شجرة عائلتي الثانية، وكل يوم يُثمر قارئاً جديداً، وهنا تتجلّى روعة الكتابة في أبهى صورها.

“لعلّ أجمل ما تمنحه الكتابة، التلاقي الصامت بين الروح والورق، ومدى التصور الإنساني للعلاقة بين الكاتب والقارئ يعكس فلسفة نصره في الكتابة: فتصبح الكلمة فعلاً حياً، لا مجرد حبر على ورق.

وصفت نصره إبراهيم معرض بغداد بأنه “أيقونة المعارض”، مشيدةً بحسن التنظيم، وتنوع الحضور، وحرارة التفاعل بين القراء والكتب، وأكّدت أنَّ التواصل اليومي مع دار النشر أظهر أن القارئ العراقي مازال يبحث عن الكتاب الورقي بشغف، رغم انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

“لايزال الكتاب الورقي بخير، ولايزال القارئ يمدّ يده إلى الرف ليختار كتاباً يرافقه، ليكون دليلك على أن العلاقة بين الإنسان والكتاب لم تُكسر”.

علاقة تتجاوز السفراء

ترى نصره أنّ العلاقات الثقافية تعتبر أعظم أشكال التواصل بين البلدان، وأن ّالأدب البوابة الأصدق لفهم الآخر، وتقول: “سوريا والعراق غنيّان عن التعريف ثقافياً، ولكل منهما نخبة من الأدباء وصلوا إلى العالمية والاستمرار بالمعارض والمهرجانات المشتركة يعمّق حضور الأدب في وجدان القارئ العربي، ويمنح الكلمة دورها الحضاري في التقريب بين الشعوب.

“في ختام حديثها، عبّرت نصره إبراهيم عن أمنيتها أن تشارك دور نشر سورية في الدورات القادمة من معرض بغداد، وأن يُقام معرض كتاب في سوريا بمشاركة دور نشر عربية، ولاسيما العراقية منها، لما تحمله من تجربة رائدة في النشر والمحتوى الفكري.. وقالت: “أتمنى كل النجاح والعالمية لمعرض بغداد الدولي للكتاب، وكل التقدير لمن ساهم في إقامته عاماً بعد عام، وأتطلع إلى أن يكون لبلدي معرضه الخاص، حيث تلتقي فيه الكلمة العربية من كل مكان.”