أفلام الثورة.. مقل ترنو وقلوب تصرخ

الثورة – حسين روماني:

حملت تظاهرة “أفلام الثورة السورية” مزيجاً من التوثيق والدراما والتجريب، شكّلت الأفلام التي شاهدها الجمهور فسيفساء بصرية عن ذاكرة السوريين منذ عام 2011، تنقلت بين المعتقلات والمنافي والشوارع المدمّرة، لتعيد فتح جروحٍ لم تلتئم، وتمنح في الوقت ذاته الأمل أن الثورة لن تُمحَ من الوجدان، بل خرجت من حناجر الغضب وآلام المُقل.

“أرواح لم ترحل”

صانع فيلم “أرواح لم ترحل” غيث إياد علوش، طالب في السنة الثانية في كلية الفنون الجميلة، كان متواجداً أثناء عرض فيلمه وشرح لصحيفة الثورة بداية الفكرة، قائلاً: “كنت طفلاً أرى البيوت في حرستا تُقصف، وأتساءل: ما ذنب هؤلاء الناس؟ حين كبرت عرفت أن ذلك من صناعة النظام البائد، لذلك بدأت الفكرة بوضع خمسة أشخاص من المجتمع أمام الكاميرا، كل واحد يروي جزءاً من حياته، الطفل الذي فقد رفاقه، المعلمة التي فقدت تلاميذها، كبار السن الذين خسروا أبناءهم، أيضاً معاناة الشباب والشابات، أردت أن تكون الأصوات متنوعة مثل المدينة”.

الرمزية كانت متواجدة عبر دقائق الفيلم، وعنها قال: “الربطات على أيدي الشخصيات أردتُها غير مألوفة، مليئة بالمعاني، على قضبان سجن صيدنايا علّقنا شرائط بيضاء ترمز للأرواح الطاهرة التي استشهدت تحت التعذيب، كل شخصية حملت شريطة بلون مختلف، الأحمر للشاب، الزهري للصبية، الأبيض للمعلمة، الأخضر للطفل. وعندما وصلنا إلى حديقة الشهداء في حرستا، كانت الربطات على الكراسي والأشجار دلالة على أن الأرواح لم تغادر، بل بقيت بيننا”.

وتابع: “حوارات الشخصيات مليئة بالأمل والحنين، كما قال الرجل الكبير: “نحن لم ننسكم، نتمنى ألا تنسونا.. هذا هو جوهر الفيلم”.

أصوات من القاعة

الجمهور الذي ملأ القاعة كان شريكاً في استعادة الذاكرة، تقول غالية هندية، طالبة الأدب الفرنسي: جئت لأرى كيف انتصرنا، وكيف كانت الرؤية منذ 14 عاماً، الأفلام كانت قوية جداً، فيلم “الشفق” لمسني بقصة مظاهرة جامع الحسن في منطقة الميدان، “الداخل مفقود والخارج مولود” جعلني أعيش تجربة المعتقل وائل الذي نجا رغم أن القليلين فقط خرجوا، فيلم “أرواح لم ترحل” أعطانا أملاً بأن حرستا ما زالت حية، أما فيلم “ومضة” فكان إنجازاً أن يتحدث الشباب عن الكيماوي وهم في قلب البلد، فيما “باتجاه القبلة” كان فيلماً عميقاً لكن غياب الترجمة للعربية أبعده عن بعض الجمهور.

أما سماح محمد فؤاد، فرأت أن كل فيلم له خصوصيته ومشاعره، أحببت كثيراً الشخصيتين في فيلم “الشفق”، كانتا قريبتين من القلب، اليوم الأول من العروض لم يكن مجرد مناسبة ثقافية، بل أشبه بفتح دفتر الذاكرة الجماعية، الأفلام تنوّعت بين السرد الشخصي والتجريب الفني، لكنها التقت جميعاً عند سؤال واحد: كيف نُبقي الثورة حيّة في الوجدان؟ ما بين دموع الجمهور وتصفيقهم، بدا واضحاً أن السينما قادرة على مقاومة النسيان، وأن الثورة السورية لم تعد حدثاً سياسياً فحسب، بل ذاكرة إنسانية مستمرة، تتجسد في صورة، أو ربطة ملونة، أو قبرٍ يتجه نحو القبلة، أو شهادة معتقل خرج من رحم العتمة مولوداً جديداً.

 

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية