من صعوبات التعامل مع الأشخاص السلبيين في حياتنا، أن هؤلاء، ليس لديهم الاستعداد ولو قليلاً الاعتراف بأخطائهم، وكل ظنهم أن ما يفعلونه ليس هو الصح وحسب، بل الأصح، متناسين أن العلاقات الاجتماعية تسير في اتجاهين متعاكسين، فعل ورد فعل، وفيها إرسال واستقبال.
هؤلاء مع كل أسف، يرسلون فقط، وإذا شاءت الظروف أن يستقبلوا، يفعلون ذلك حسب التردد الذي وضعوه، والموجة التي أرادوها هم، لأنهم ببساطة غير قادرين على امتلاك الإدراك الإيجابي والبحث عن الأعذار للآخرين، وجل همهم مصالحهم والمواقف التي يجب اتخاذها، على الصغير من الأمور قبل كبيرها، متناسين تقصيرهم، ومتجاهلين أن مبادرات يجب أن يقوموا فيها لتصحيح أخطائهم، إذ الاعتراف بالخطأ فضيلة، والرجوع عنه خير من التمادي فيه.
وعند هؤلاء حتى الصور واللوحات الجميلة، تبدو قاتمة وألوانها متشابكة، والسبب في ذلك أنهم لا يغيرون زاوية الرؤية، ويصرون على الوقوف في ذات المكان، ولا يعتمدون تدوير الزوايا، ومعرفة أن الحياة ملآى بالسلب والإيجاب، وفيها الخير والشر، وفيها العطاء والإيثار، والاحتكار والاستئثار، كما فيها الشجاعة والإقدام، والتخاذل والخنوع والنكوص، فهؤلاء لا يروا سوى السلب من القضايا، وليس لديهم حلول علاجية سوى إدارة الظهر والمغادرة، لأنهم رؤوا فقط من منظورهم، غير مدركين أن صوراً جميلة تملأ الكون ومبادئ وقيم فاضلة وحميدة تبني الإنسان.
وكما هو معروف، حتى في الدراسات العلمية والفكرية، أنّ لكل موضوع جوانب إيجابية، وأخرى سلبية، ولكل جانب تأثيراته ومنعكساته، وأن الكمال لله وحده، ولكن الإيجابي من بني البشر هو من يبحث عن الحلول والضوء، وإذا فعل ذلك وكرر ولم يلق استجابة، يحاول مرة أخرى، وإذا لم يستطع فيبحث عن الهروب طريقاً، لأنه يدرك بأنه بات بين أشخاص لا يشبههم، ويعيش في عالم مختلف، لا يرونه فيه، وقد يبتعدون عنه هم، لأنهم يرونه في عالم لا يشبه عالمهم، وحياته ومفاهيمه مختلفة.