الثورة – أحمد صلال – باريس:
“تابعت الجاليات السورية في المهجر زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك، وحديثه مع الجالية باهتمام بالغ، ومتابعة حثيثة، وشعر أبناء الجالية بالارتباط بالوطن الأم، وأن لهم دولة “ولو كانت وليدة”، ذات تاريخ وحضارة ومستقبل واعد، كيف لا وكل المستشرقين والباحثين بالشأن يعتبرون سوريا هي درة الشرق ومفتاحه.. بهذه العبارات بدأ عميد الجالية السورية في فرنسا الدكتور علي الشيخ حديثه مع صحيفة الثورة، ورأى أن الزيارة تعتبر ناجحة بكل المقاييس، فالأمم المتحدة تستقبل سوريا كدولة، وثقافة، وشعب شجاع ومعطاء.

وأشاد قائلاً: لقد تابع الجميع لقاءات السيد الرئيس والوفد المرافق له، وشاهدنا بالصوت والصورة، وخاصة اللقاء مع جاليتنا الغالية في أميركا، وكيف كان حرص الجميع أن يساهم في بناء الوطن والدولة السورية المنشودة، ورأينا بأم العين أن كل سوري مغترب هو سفير فوق العادة لبلده الحبيب، يقدم صورة مشرقة حضارية عنوانها النجاح في العمل والتفوق في العلوم الحديثة.
وأنهى د. الشيخ حديثه عن عمق الانتماء الوطني للبلد الأم، ولا ننسى أبداً كيف أن السوريين في المهجر حريصون كل الحرص أن يكون الارتباط بالوطن الأم ارتباطاً عضوياً مصيرياً ثقافياً معنوياً، لقد لاحظنا كيف هرع السوريون، بعد سقوط النظام البائد، إلى العودة للوطن تعبيراً وجدانياً ووفاء لهذه الدولة الوليدة.
بدوره بين الصحفي فراس حاج يحيى، أن كلمة الرئيس الشرع ولقائه يحمل رمزية سياسية عميقة، فهو أول حضور لرئيس سوري في اجتماعات الأمم المتحدة منذ عام 1967، وفي ذلك يعيد سوريا إلى المشهد الدولي ليس كملف أمني فقط، بل كدولة فاعلة قادرة على مخاطبة العالم باسم شعبها.
وأضاف: ثقافياً وجود الرئيس الشرع في نيويورك يعني أن سوريا لا تعود محصورة في صورة الحرب والأزمات، بل تقدم نفسها كصاحبة حضارة وتاريخ طويل، قادرة على أن تساهم في الحوار العالمي بقيمها وتجربتها.

وأشار يحيى إلى دور الجاليات قائلاً: الجالية السورية في الغرب قوة حقيقية، فهم حملة العلم والمعرفة والخبرة، ووجودهم في المجتمعات الغربية يمنح سوريا فرصة ذهبية لإظهار وجهها الحضاري، عندما يطلب الرئيس الشرع من أبناء الجالية أن يكونوا “سفراء سوريا”، فهو يرسّخ فكرة أن المواطنة لا تنحصر بالجغرافيا، كل سوري في الخارج يستطيع أن يعكس قيم بلاده في الانفتاح، والتعايش، والإبداع، هذه مسؤولية جماعية لتعزيز صورة سوريا الجديدة أمام الرأي العام العالمي، وهذه الدعوة تطلب منهم أن يكونوا جسوراً للبناء والتواصل بين موطنهم الأصلي وبين البلدان والشعوب التي يعيشون فيها.
منهياً حديثه بالتأكيد أن السوريين جزء من حضارة عمرها آلاف السنيين، لا من حرب عابرة، والحاضر للشعب الذي يصنعه ويصونه ويمكنه من الانتقال والعبور في سلام والمستقبل لنا.
الدكتورة هنادي قوقو، رأت أبعاداً سياسية وثقافية مهمة، فاللقاء يشكل محطة تاريخية بعد انقطاع طويل، ويؤكد عودة الصوت السوري إلى الساحة الدولية بروح منفتحة وحوارية، مشيرة إلى أنه سياسياً هو تعبير عن إرادة سوريا في الانخراط الفاعل بمسائل المنطقة والعالم، بما يحقق مصالح شعبها ويعزز الاستقرار، وأكملت أما ثقافياً، فيعيد التأكيد على أن سوريا ليست مجرد دولة في الجغرافيا، بل وطن لحضارة ممتدة تسهم في تعزيز قيم التفاهم والتواصل الإنساني.
إن هذا يعكس أهمية الجالية السورية التي يجب أن تشكل جسراً حياً بين الوطن والمجتمعات الغربية، بدعوة أبنائها أن يكونوا سفراء، هي دعوة لهم ليعكسوا قيمها الحضارية، ويجسدوا تاريخها العريق في العلم والثقافة والعمل العام، إن نجاحاتهم الفردية هي نجاح للوطن كله، وصورتهم المشرقة هي الامتداد الطبيعي لسوريا التي يعرفها التاريخ”.. بالكلمات السابقة اختصرت قوقو دور الجاليات.
وأكدت أن جوهر هذا اللقاء مرتبط بعمق الانتماء الوطني، في قول السيد الرئيس: “أينما كنتم، أنتم أبناء سوريا، وحماة تاريخها ومستقبلها”، يؤكد أن حضورهم ووفاءهم يشكلان ركيزة من ركائز قوة الوطن، ويمنحان العالم صورة صادقة عن سوريا التي لا تنكفئ، بل تنفتح وتؤكد حضورها من خلال أبنائها.
