ثورة أون لاين – خالد الأشهب
رغم كل الترطيبات الدبلوماسية الأميركية والمكابرات والمواربات الإعلامية الخليجية المعلنة والمسربة، إلا أن المزاج الخليجي على بدائيته وغرائزيته ووحشيته،
اعتكر وتسمم وعصف بدهر من الغنج والدلع أمضاه في الحضن الأميركي، إذ رأى الدعوة إلى كامب ديفيد استدعاء على عجل، وإذ رأى ترتيبات الوزير كيري الأمنية تملصاً أميركياً من جهة وإقحاماً للخليجيين في هذه الترتيبات من جهة أخرى.. وما اعتادوا تحمل مسؤولية كهذه أبداً!
ومن الوهم الاعتقاد أن مثل هاتين الرؤيتين عكرتا المزاج الخليجي وأغضبتاه، إذ لطالما استدعى الأميركيون الخليجيين ووجهوهم وأملوا عليهم ولا جديد في الأمر، ولطالما رتبوا لهم ترتيبات أمنية تحميهم وترد عنهم ولا جديد أيضاً.. وإلا لما كانوا اليوم في عروشهم !!
ورغم أن الدخان الأبيض أو الأسود أو الرمادي لم يتصاعد بعد من كواليس كامب ديفيد، إلا أنني اعتقد، أن ثمة استراتيجية أميركية جديدة للتعامل مع المحميات الخليجية، يجري إبلاغها إلى من يحضر القمة، استراتيجية تقوم على ما سبق لأوباما أن صرح عنه لتوماس فريدمان والنيويورك تايمز، حول أن الأخطار الحقيقية المحيقة بحكام الخليج ليست خارجية بل داخلية، أي اجتماعية وعقائدية ومطلبية.. قد ينطوي اشتعالها على إزاحتهم ودك عروشهم؟
وبطبيعة الحال، فإن مواجهة هذا الخطر يتطلب من حكام المحميات، هذه المرة دون أميركا، الإقدام بأنفسهم ودون أي مساعدات اعتادوها من قبل.. على إجراء جراحات عميقة في الجسد السياسي والسلطوي الخليجي.. تراها أميركا ضرورية، ويراها هؤلاء مؤلمة وغير مألوفة… وإلا فقد أعذر الأميركي وقد أنذر؟؟
صحيفة الثورة