فوجئ الكثيرون بإلغاء العمل بنظام الاختبارات المؤتمتة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة، بعد تطبيقه لمرة واحدة فقط، هذا القرار أثار العديد من التساؤلات في الأوساط التعليمية، خصوصاً في ظلّ التوقعات المبدئية بنجاح هذه التقنية في تحسين دقّة وموضوعية التقييم.
على الرغم من أن النظام المؤتمت كان يهدف إلى توفير بيئة أكثرعدلاً للطلاب، من خلال تصحيح إجاباتهم بشكل آلي ودقيق، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا تمّ إلغاء النظام بعد تجربته لمرة واحدة فقط؟
هل كانت هناك صعوبات تقنية أو لوجستية حالت من دون استمراره؟
أم أن التجربة أظهرت أنه لا يتماشى مع طبيعة الامتحانات في بعض المواد التي تتطلب تقييماً يتجاوزالقدرة على الإجابة الآلية؟
المشكلة تكمن في غياب فرصة للمراجعة، أو التحسين بعد تطبيق النظام، فكما نعلم، لا يمكن لأي تجربة جديدة أن تنجح بشكل كامل من المرة الأولى، خاصة عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا حديثة قد تواجه تحديات غير متوقعة، لذلك، يبدو أن السؤال الحقيقي هنا هو: هل كان من الممكن منح النظام فرصة أكبر للتطور والتحسين قبل اتخاذ قرارالإلغاء؟
في المقابل، يطرح البعض تساؤلاً آخر: هل كان يجب إدخال هذا النوع من التكنولوجيا إلى النظام التعليمي أصلاً قبل التأكد من جاهزية البنية التحتية، والقدرة على استيعابها بشكل كامل؟
وفيما يتزايد الحديث عن أهمية دمج التكنولوجيا في التعليم، يبقى السؤال الأهم: هل كان القرار بالإلغاء نتيجة لتحديات حقيقية، أم أن التخوفات من التغيير في النظام التعليمي كانت هي السبب وراء التراجع عن هذه التجربة؟