الثورة – عبير علي:
في عالم مليء بالتحديات، تبرز الفنانة الشابة رغد يوسف كرمز للأمل والتحدي، ورغم أنها ولدت صماء، إلا أن الحياة منحتها موهبة فريدة في الرسم، تُعدّ بمثابة نافذة لعالمها الداخلي، إذ اكتشفت والدتها موهبتها عندما كانت في عمر العشر سنوات، إثر خلافٍ صغير بين والديها، فأمسكت ورقة وقلماً ورسمت عيناً تزرف الدموع وتحتها كأسٌ مليئة بالدموع، ورسمت بجانب العين قلباً جريحاً ينزف دماً، وكتبت بجانبها “بدي ماما وبابا”.. وهنا أدركت والدتها عمق مشاعر ابنتها، وبدأت في دعمها ورعايتها بالحنان، كما أكدت لـ”الثورة”.
على الرغم من التحديات، لم تتقيد رغد بحدود موهبتها في الرسم فحسب، بل انطلقت لتطوير مهارات جديدة، بدأت بتعلم حياكة السجاد على النول اليدوي، فصنعت سجاداً من الصوف، مما أضاف لمسة من الفن إلى حياتها اليومية، ثم قامت بتسجيل دورات وحصلت على شهادتين في تصفيف الشعر والتجميل، مما جعلها مُتعددة المهارات.
تؤكد رغد أن الإعاقة ليست حاجزاً أمام الطموح والإبداع، وأنها تعكس عبر قصتها القوة والإصرار، وتسعى إلى إلهام الآخرين عبر استخدام فنها ومهاراتها، ومن خلال موهبتها التي تُعبر عن مشاعر عميقة ومعاناة إنسانية.
تُعد رغد يوسف مثالاً يُحتذى به لكل من يواجه صعوبات في حياته، فبفضل إيمانها بنفسها ودعم عائلتها، استطاعت أن تصنع لنفسها مكانة في عالم الفن والجمال، إن قصتها تذكرنا أن الإبداع يمكن أن يتحدى كل الظروف، وأن الأمل يمكن أن ينبعث من أعماق الألم.