المضحك المبكي

ثورة أون لاين: تحت عنوان (التحديات المقبلة التي تواجه المعارضة في سورية) يكتب يزيد صايغ من معهد كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط قبل يومين ما يسميه مقالاً تحليلياً لفتني منه ما يلي:

(أصبحت أطر وفصائل المعارضة السياسية المختلفة، سواء تلك التي في المنفى ممثّلة في «الائتلاف الوطني) أو التي في داخل سورية، هامشيّة جداً ولا رصيد سياسياً لها كي تلعب دوراً في بناء الجسور. وعلى سبيل المقارنة التاريخية، لم يكن انتصار الثوار الكوبيين بقيادة فيدل كاسترو ودخولهم العاصمة هافانا في العام 1959 ممكناً إلا بفضل انتفاضة المنظمات العمّالية والحزب الشيوعي وأطياف واسعة من الطبقات الوسطى الحضرية. وهذا لن يحدث في سورية !‏

ومع أن صايغ يعود ويقدم لتلك المعارضة وفصائلها وصفة سحرية من ثلاث ضرورات لإعادة بناء الجسور مع المكونات السورية المتعددة اجتماعياً وثقافياً، إلا أن الرجل، ورغم أصله العربي، يتجاهل تماماً المكون المتطرف لهذه المعارضة ذاتها، فيجري بينها وبين المعارضة الكوبية عام 1959، أي ثوار فيدل كاسترو، مقاربة قسرية تفتقر أي حد من حدود المماثلة أو المقاربة وكذلك أي نوع من أنواع المنطق سواء في منهج البحث أو أدواته، ولتبدو محاولته البائسة كما لو أنها ترقيع للممزق أصلاً وتمكين للمهترىء نسيجاً … وهي كذلك !‏

ومع أن صايغ ينتهي بمقاربته غير المنطقية بين المعارضة السورية وبين ثوار كوبا إلى أن (هذا لن يحدث في سورية) … وهو يعرف لماذا، ويعرف أيضاً أين تصطف القوى اليسارية الحقيقية في سورية من شيوعيين وعمال وطبقات وسطى وغيرهم، إلا أن الرجل يصر، وعلى خطا الرئيس باراك أوباما من قبله … أن ينعت المعارضة السورية النظيرة لثوار كوبا بالفانتازيا، أي غير الواقعية وغير الموجودة في الواقع، ثم يحمل سراجاً للبحث عمن يمثل الواقعية والاعتدال فيها، والله وحده يعلم معنى الاعتدال الذي يبحث عنه ؟‏

المضحك في المشهد الذي يحاول مركز كارنيغي استحضاره عبر دراسة يزيد صايغ للتحديات التي تواجه المعارضة السورية في المرحلة المقبلة، ومقارنتها بثورة كوبا وثوارها .. أن الأميركيين، وبعد أيام فقط من رفع اسم كوبا وثورتها وكاستروها من لوائح الدول الداعمة للإرهاب في الخارجية الأميركية .. باتوا يعتبرون فيدل كاسترو ثائراً يقود ثورة وثواراً ويصلح للاعتبار كمثال يحتذى .. وهم الذين صنفوه لستين عاماً متمرداً إرهابياً وداعماً للإرهاب !!‏

على هذا النحو الوقح وغير الموارب من البراغماتية الأميركية، المرهونة مباشرة للخطاب السياسي الخارجي، يتحدث الأميركيون ويتصرفون ويكتبون وهم مستعدون دائماً لإعادة رسم وتلوين وتظليل أي لوحة أو مشهد حول العالم سواء كان حقيقة أو فانتازيا، والمبكي بالطبع ليس عندهم، بل عند من يتوهمون لحظة أنه من الممكن الوصول .. بالذهاب مع الأميركيين إلى آخر أي درب يختارون السير فيه ؟‏  

خالد الأشهب

آخر الأخبار
"الكهرباء" تغادر التجاري والمصارف الخاصة.. قوشجي لـ"الثورة": "المركزي" يبتعد عن دوره.. ومزيد من ال... التوثيق الحقوقي.. سلاح في مواجهة الإفلات من العقاب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" نموذجاً.. إحصاءا... مرحبة بقرار "الأوروبي" رفع العقوبات.. الخارجية: بداية فصل جديد في العلاقات السورية – الأوروبية روبيو يحثُّ الكونغرس على اتخاذ خطوات تشريعية لجذب الاستثمارات إلى سوريا الشيباني: قرار "الأوروبي" رفع العقوبات سيعزز الأمن والاستقرار والازدهار     في ذكرى رحيلها .. وردة الجزائرية أيقونة الفن العربي الأصيل الاتحاد الأوروبي يقرر رفع العقوبات عن سوريا.. د. محمد لـ "الثورة": انتعاش اقتصادي مرتقب وتحولات جيو... دمشق  عمرانياً  في  تشريح  واقعها   التخطيطي  السلطة  السياسية  استبدت  بتخطيط   خرب   هوية   المدين... رش المبيدات الحشرية مستمر في أحياء دمشق  مجلس تنسيق أعلى سوري – أردني..الشيباني: علاقاتنا تبشر بالازدهار .. الصفدي: نتشاطر التحديات والفرص  مشروع استجرار مياه الفرات إلى حسياء الصناعية للواجهة مجدداً  شحنة أدوية ومستلزمات طبية من "سانت يجيديو" السورية للتجارة تتريث في استثمار صالاتها  أسعار السيارات تتهاوى.. 80 بالمئة نسبة انخفاضها في اللاذقية .. د. ديروان لـ"الثورة": انعكاس لتحرير ا... الفواكه الصيفية ..مذاق لذيذ بسعر غال..خبير لـ"الثورة": تصديرها يؤثر على أسعارها والتكاليف غالية   لقاح الحجاج متوفر في صحة درعا  إصلاح خط الكهرباء الواصل بين محطتي الشيخ مسكين – الكسوة تطوير المهارات للتعامل مع الناجين من الاحتجاز القسري  تحديات صحية في ظل أزمات المياه والصرف الصحي.. "الصحة " الترصد الروتيني ونظام الإنذار المبكر لم يسجل... مدير تربية اللاذقية: أجواء امتحانية هادئة