ثورة أون لاين: تمتص واشنطن نفط المنطقة غير مكترثة بما يحدث فيها من حروب تأكل الأخضر واليابس في سورية واليمن والعراق وليبيا… وكما هو متوقع، ولأن واشنطن ومن يشنون الحرب على اليمن يريدون ذلك فقد انتهت مشاورات جنيف حول اليمن دون التوصل إلى اتفاق أو تحديد موعد لمفاوضات جديدة.. وبالطبع الغاية إفساح المجال للمزيد من الوقت لآلة القتل السعودية لتحصد المزيد من أرواح اليمنيين دون رادع.
واشنطن وعن لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي تعتبر أن مفاوضات جنيف اليمنية بداية مفيدة.. ولا نعلم ما هي الفائدة التي قصدتها واشنطن، فالولايات المتحدة عودتنا على هكذا تصريحات الغاية منها إيهام الجميع أن الأمور تسير على الطريق الصحيح وأن التسويات السياسية قادمة، لكن سرعان ما تتعرى كلماتها ليكتشف الجميع كبر واتساع حجم اللعبة التدميرية التي ترعاها واشنطن والغرب وينفذها واهمون وخائفون على مستقبل سلطانهم وممالكهم ومشيخاتهم المتهالكة بفعل عوامل الزمن وتراكم الأخطاء والمظالم بحق شعوبهم وجيرانهم.
هؤلاء في الحقيقة وكما وصفهم مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج وبالأخص نظام آل سعود يشكلون خطراً على أنفسهم وعلى جيرانهم، وعن نظام آل سعود نشرت منظمة ويكيليكس الجمعة أكثر من 60 ألف برقية ديبلوماسية مسربة من السعودية وقالت في موقعها على الإنترنت إنها ستنشر نصف مليون برقية أخرى خلال الأسابيع المقبلة مسربة من وزارة الخارجية السعودية وجهاز الاستعلامات بالمملكة تدرج ضمن خانة "سري للغاية"، تكشف فيها جانبا من عمل السفارات السعودية في مختلف دول العالم… التسريبات كما يقول جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس تكشف النقاب عن إحدى أكثر الديكتاتوريات الغامضة عبر التاريخ.
واشنطن أيضا هي إحدى "الديكتاتوريات الغامضة" التي تضاف إلى الديكتاتوريات التي يغذيها المال والنفط والفوضى ودماء أبناء المنطقة.. فالولايات المتحدة تحمل في طياتها أشد ملامح الديكتاتورية التي تتستر بقشور الديمقراطية الزائفة التي يخبرك بزيفها المواطن الأميركي الذي يسحق في اليوم آلاف المرات بسبب لون بشرته، وطبقته الاجتماعية، وتسحق عظام جنوده ورفاتهم في مكب النفايات .
المصالح الانتهازية للديكتاتوريات النفطية تشتري الإعلام وتتشابك وتتقاطع في المنطقة العربية مع الولايات المتحدة الأميركية وبعض عواصم الغرب.. مصالح منها ما هو ظاهر وواضح ومنا ما هو مضمر ومستتر ستكشف عنه قادمات الأيام.
منهل ابراهيم