ثورة أون لاين- خالد الأشهب:
إذا كان ثمة وضاعة في العمل السياسي وانحطاط في بعض أخلاقياته، فإنه يتأتى تماماً من تغليب المصالح على الحقائق، بمعنى أن يتجاهل السياسي أو السياسة الحقائق في مقابل تحصيل المكاسب.
المسؤولون والقيادات السياسية الأميركية.. وحتى الرأي العام الأميركي بات يدرك تماماً حقيقة الدور السعودي في صناعة الإرهاب العالمي، سواء عقائدياً عن طريق نشر المذهب الوهابي المتطرف ودعم دعاته وتمويلهم، أو تنظيمياً عن طريق إنشاء وتمويل المنظمات الإرهابية المستندة إلى هذه العقيدة، ويدركون أيضاً أن ليس ثمة مشترك واحد يجمع بلادهم إلى السعودية في صداقة أو تحالف سوى مشترك المصلحة.. النفط مقابل الحماية!
غير أن ذلك المشترك المصلحي وما ينتج عنه من خطاب سياسي أميركي منافق سياسياً ودجال أخلاقياً يتحدث عن علاقات صداقة وتحالف مع مملكة الظلام، لن يسعف أميركا دائما في تبرير مواقفها وسياساتها، ولن يمنع تآكل مصداقيتها وانحطاط خطابها السياسي أخلاقياً حتى أمام الرأي العام فيها، وهذا ما يظهره تواتر النقد صعوداً عند الأميركيين ليس للسعودية وحسب، بل وللعلاقات الأميركية معها!
في نهاية الأمر سوف تتبين للأميركيين حقيقتان اثنتان معاً.. الأولى: أن السعودية ليست بالمكانة الإنسانية والحضارية التي تؤهلها لصداقتهم والتحالف معهم، والثانية : أن إداراتهم المتعاقبة تخدعهم وتزيف لهم الأشياء سعياً وراء المصالح؟
وإذا كان ثمة فشل حقيقي للسياسات الأميركية.. فإنه يكمن هنا، حيث لن تستطيع الإدارات الأميركية مواصلة الخداع والتزييف لا بشأن علاقات «الصداقة والتحالف» مع السعودية وأمثالها فحسب، بل وبشأن إيعازاتها بإنشاء الإرهاب ودعمه.. ومن ثم تبريره بالمصالح!