ثورة أون لاين :
تضم التجربة الشعرية للشاعر عصام خليل أربع مجموعات هي تسابيح لآلهة الحب وأوراق من دفتر الذاكرة وللبياض البعيد ولها وعليها السلام قدم خلالها خليل ذاته لقرائه كشاعر وجداني صاحب نزعة ذاتية حتى في القضايا الكبيرة والعامة.
وفي مجموعته “لها وعليها السلام” نموذجا تتجلى الدلالة في نصوص الشاعر خليل دون تكلف مما يشي على استعارات عفوية جاءت عبر التواصل الثقافي والمثاقفة بين الشاعر والكون وبينه وبين ما قرأه من كتب عبر سنوات طويلة من الإبداع والعمل في مجالاته الواسعة يقول في قصيدة ضباب امرأة “تأخرت عشرين ضوءا… وحين وجدت السماء إلي .. تعثرت بالأنجم المطفأة.. أنا كوكب من رماد عتيق .. فكيف تحبينني .. يا امرأة”.
وتفور الموسيقا في نصوص الشاعر خليل عبر عاطفة رجل نقية ينتقي خلالها ألفاظه متوافقة مع هدوء النغم والذي يعبر عن حب يحتاج إلى نظرة تأمل حتى يمكن المتلقي من فهم مكنوناته وصفته.. حب جاء على تفعيلات بحر المتقارب وكأن التعابير مكتوبة في جو من الخيال والحلم والسكينة والأمل يقول في قصيدة رسائل على جوال القلب “برئت من البحر .. إن كنت أحببت مثلك أنثى وبعدك أنثى وإن كنت لولاك ألبس ظلي لتضنينه .. مثلي”.
أما في قصيدته “على جوال القلب رقم خمسة” يظهر خلالها موهبة الشاعر التي تمتلك أدواتها وتسيطر على مجرى الحدث النفسي الذي دفع بالشاعر إلى كتابة نصه الشعري يقول “كنت غائبة .. والمطر قاس يطرق الوقت يثقلني بالكآبة .. يملؤني بالأسى .. يخفق القلب مرتعشا”
ومن دون أن يفقد الشاعر العاطفة التي تعد أساسا ضروريا عند كتابة الشاعر لقصيدته يطرح المقدمات ثم يمر إلى شعاب القصيدة يأخذ بعض إيحاءاته ويذهب إلى النتائج ثم لا يتوانى عن اختيار رويه المناسب لوقف حركة القصيدة عند النون الساكنة المبشرة بالألق النفسي يقول “خسرت الرهان وأدركت بعد فوات الأوان لماذا يهاجر طير السنونو ولا يتحمل برد المكان”.
ويستنطق خليل مكنون القصيدة سابرا أغوارها في غوص جدلي وتعليل للبواعث الذاتية المفجرة للإبداع بحس فني ذي إيقاع متناغم مع التوظيف اللفظي المتوائم مع المعنى أضفى على تكوينه الفني مشهدا ثانيا كما في قصيدة رأيت القصيدة فيقول “رأيت القصيدة .. كانت كما يعرف البعض نائمة في دفاتر غيري ولكنها اقسمت أنها لا تحب سواي .. ولكن لأن الطريق طويل ستحتاج بعض المحطات .. حتى تكون على أهبة الحب ..حين تطل علي لهفتي”.
وتتألق القصيدة أيضا في أسلوب الشطرين عند خليل محملة بالوعي الشعري والدفق العاطفي وحذرة من السقوط بأي زحاف كقوله في قصيدة مشهد ثالث “أيقنت أن دمي داع غداة دعي وإن تأخرت بعض الموت عن وجعي”.
وبهذا تتباين القصيدة الشعرية عند خليل وتختلف التفعيلات والأنماط ذاهبة إلى روءاه التي تحملها دون أن يقف عند شكل واحد ما يدل على أكثر من نمط بنيوي عند الشاعر خليل في تكوين القصيدة أو تشكيلها أو رسم ابعادها.
يشار إلى أن الشاعر عصام خليل وزير الثقافة من مواليد محافظة طرطوس عام 1965 يحمل إجازة في الحقوق من جامعة دمشق وهو عضو في نقابة المحامين واتحاد الكتاب العرب عمل أمين سر فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس ومسؤول النشاط الثقافي باتحاد الكتاب العرب بدمشق ومديرا إداريا لاتحاد الكتاب العرب وتولى مناصب أمانة وادارة ورئاسة التحرير في جريدة الأسبوع الأدبي ومجلة الموقف الأدبي ونشر مقالات سياسية وأدبية في الدوريات والصحف السورية والعربية وشارك في ندوات دولية في عدد من البلدان العربية والأجنبية له أربع مجموعات شعرية منشورة .
المصدر : سانا