مَنْ هؤلاء ؟

ثورة أون لاين: ثمة تساؤلات يطرحها ذلك الإصرار الأعمى عند من يسمون أنفسهم معارضات سورية، ويحتشدون اليوم في جنيف قادمين من الرياض وأنقرة وباريس وواشنطن وغيرها.. على أولوية الانتقال واستعجال بحث تشكيل أي هيئة أو حكومة أو حتى لجنة حي،
تتكفل نقل السلطة إليهم وكما لو أن سورية الوطن والشعب ليست أكثر من مزرعة تحتاج عدداً من الرعيان فقط لإعادة تدوير إدارتها!‏

ورغم فيض الثرثرة واللغو الذي يمارسه هؤلاء المنتمون إلى تلك المعارضات بجملة من المفاهيم والمصطلحات الحضارية من مثل الديمقراطية والتعددية والعلمنة والمدنية وغيرها.. إلا أن إصرارهم الأعمى على الانتقال واستعجاله بأي شكل وطريقة وأداة ينسف كل بكائياتهم وثرثراتهم الطائشة، والأهم أنه يكشف زيفهم ورياءهم السياسي والأيديولوجي وانحطاط ثقافاتهم وبؤس معارفهم؟‏

فإما هم نكرات سياسية وثقافية لا هي منتخبة ولا هي معروفة حتى في أوساطها الاجتماعية وحواضنها المفترضة، وإما هم شظايا من جسم الدولة السورية وأجهزتها المختلفة وقد انشقوا عنها في لحظة إحساسهم برجحان كفة التغيير بالقوة والعنف.. لا لعقيدة أو مذهب أو مبدأ، بل ليحجزوا مقاعد لهم في سلطة توهموا قرب حلولها محل السلطة القائمة، إذ كيف يكون المرء ديمقراطياً وتعددياً مثلاً وهو يطالب بإقصاء آخرين ويسوغه، وكيف يكون مدنياً وعلمانياً وهو يتحدث في الأغلبيات الطائفية لا السياسية؟‏

وبافتراض نجاحهم، لا قدر الله، بالوصول إلى ما يسمونه هيئة أو حكومة أو لجنة انتقالية، فمن أين لهم مشروعية الحضور في مثل هذه الهيئات أو الحكومات.. هل انتخبهم السوريون فمتى وكيف؟.. إذا كانوا لا يزالون يتساءلون من هؤلاء؟ أم هل جاؤوا بقوة الشارع ومشروعيته فمتى وكيف أيضاً؟‏

فهل من الديمقراطية واحترام التعددية إخبار السوريين بأن ثمة ممثلين عنهم وناطقين باسمهم في هذه الهيئة أو تلك الحكومة وهم لا يعرفون منهم حتى أسماءهم أو لون سحناتهم، وهل من المدنية والعلمنة تكليف ثلة من المتعصبين دينياً وعرقياً ومذهبياً في إدارة شؤون السوريين وترتيبها لدى دولة «غير طائفية» كما ورد في وثيقة فيينا؟‏

يبدو المشهد الذي تحاول المعارضات السورية رسمه في جنيف غاية في التهريج السياسي والكاريكاتورية الساخرة، ويبدو إصرارها الأعمى والغبي على أولوية الانتقال السلطوي وهيئاته وحكوماته قبل سؤال السوريين وقبل وقف الحرب الإرهابية وقبل تقديم المساعدات لمن يحتاجها من السوريين أكثر إثارة للسخرية والرياء والدجل.‏

معارضات تعمل بطريقة «تكسي بالأجرة» لركاب إقليميين ودوليين يتبدلون ويتناوبون على استئجارها، ومعارضون ينتقلون من رصيف اليسار إلى رصيف اليمين كلما مرت سيارة عابرة علها تنقلهم إلى نقطة أقرب من أطماعهم.. خاصة أولئك المنشقين من ضحايا الوهم والوعد والخديعة، الذين يكابدون ألمين اثنين معاً في وقت واحد.. ألم خسارة الماضي وألم العجز عن اللحاق بالمستقبل!‏            

خالد الأشهب

آخر الأخبار
الشيباني لـ "فايننشال تايمز": نسعى إلى بناء اقتصاد مزدهر الدكتور الشرع يبحث مع "الصحة العالمية" و"صندوق الأمم المتحدة" الرعاية الصحية الأولية الصفدي: السوريون يعيدون بناء وطنهم الحر الموحد "Euractiv": سوريا تنهي الوجود الروسي في البحر المتوسط "دافوس" .. سوريا ترسم ملامح حضورها على الخريطة الاقتصادية العالمية "المركزي" يسعى لخطوات ناظمة تعيد الاستثمار إلى مكانه الصحيح والأكثر فائدة هيئة الاستثمار في طور إعادة الهيكلة الاستثمار بالزراعة أولاً إيقاف الودائع بالقطع الأجنبي.. خطوة جريئة أم مخاطرة اقتصادية؟ "البسطات العشوائية".. ظاهرة تتفاقم وباتت مشكلة فرنسا تصدر مذكرة اعتقال بحق الأسد الدمار في حلب.. وحشية بلا حدود قريباً.. مركز للنظافة في داريا بدايات جديدة لغدٍ أفضل تزويد محطات مياه طرطوس بالوقود في "دير ماما".. صناعة الحرير الطبيعي تدهورت زمن النظام البائد فهل ننقذها من الاندثار؟ مخبر "النيماتودا" في معبر نصيب للتأكد من سلامة الإرساليات النباتية إزالة الركام من حي المنشية في درعا البلد مراكز درعا الصحية تواصل تقديم خدمات اللقاح ببراميل النظام المجرم وصواريخه.. دمار هائل في حلب