ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
ماذا تفعل أميركا أو أوروبا في مواجهة الإرهاب وأصوله وبنيته الفكرية التحتية.. سوى أنها ترى الفيل وتضرب ظله؟
لا أصدق, وأظن أنه بالمنطق والعقل ليس مسموحاً لي أو لغيري أن نصدق, أن أميركا أو أوروبا اللتان تجيدان تفسير العالم وتحريكه وإغراقه بالمعلومات والثقافات والإبداعات.. تقف في التنقيب عن أسباب الإرهاب الحقيقية جاهلة ومغفلة!
مشكلة الغرب عامة في مواجهة الإرهاب ليست في معرفته أصول الإرهاب وجذوره ولا في جهلها وعدم إدراكها , بل هي في الطبيعة الربحية الجشعة لأنظمته السياسية الرأسمالية, التي تدفع بالقائمين على هذه الأنظمة إلى البحث دوماً عما ينظف صورهم أمام شعوبهم, وعما يوفر لهذه الشعوب سبل العيش الرغيد في مقابل إعادة انتخاب هؤلاء القائمين؟
لهذا السبب يعجز أي مراقب عن تفسير حالة العداء المستحكم الذي تمارسه الإدارة الفرنسية مثلاً تجاه سورية وقيادتها , في وقت تقلد فيه هذه الإدارة ذاتها أوسمة «الشرف» لملوك الإرهاب وأولياء عهده.. لا لشيء سوى لتحصيل مزيد من صفقات بيع السلاح وأموال الاستثمار.. ومثلها الإدارات الأوروبية الأخرى والأميركية؟
هكذا يفعلون.. يرون الفيل ويضربون ظله, فيحصلون على رضا وأموال ملوك الإرهاب وعتاته.. ويستغفلون شعوبهم بادعاء الحرب عليه!
تعرف أميركا وتعرف أوروبا جيداً أن الوهابية التكفيرية الإرهابية التي ترسلها السعودية إلى العالم كله مالاً وفكراً ودعاة ومفتين هي أم الإرهاب ورحمه.. لكنهما تشاركان السعودية استخدامه وتوظيفه عبر التضليل وماكينات الإعلام.. فمن يخبر شعوب أوروبا وأميركا أن سياسات إداراتها تغسل عقولها وتستغفلها وتسفك دمائها.. ثم تذرف الدموع من أجلها؟