مكيال السياسة ومكاييل أميركا

ثورة اون لاين – أحمد عرابي بعاج
لم تعد تكتفي واشنطن الكيل بمكيالين فقط في مقاربتها للحرب على سورية، فهي إذ تدعم الإرهاب والإرهابيين،

لا تقيم أيضاً وزناً لتفاهماتها مع روسيا بوقف الأعمال القتالية‏

وتمنع «معتدليها» الإرهابيين من الابتعاد عن جبهة النصرة في محاولة منها لإبقاء الصراع محتدماً ومستمراً خاصة في حلب.‏

واشنطن صاحبة المكاييل العابرة للمصالح والأطماع ليست بوارد الضغط على أردوغان بوقف تدفق السلاح والإرهابيين إلى سورية رغم علمها ومعرفتها بما يجري في وضح النهار من نقل للسلاح في شاحنات محمية من المخابرات التركية إلى دخول مكثف لإرهابيي النصرة عبر أراضيها، إضافة إلى وصول أسلحة لتنظيم داعش أرسلتها المملكة الوهابية عبر تركيا ومرت من حواجز معتدلي واشنطن دون عناء.‏

وفد معارضة الرياض الذي طلبت منه تركيا إعلان طلب هدنة ووقف لإطلاق النار خلال شهر رمضان، هو ذاته من طالب باستمرار الأعمال القتالية وتريد أنقرة أن تستفيد من فترة وقف الأعمال القتالية لاستمرار تسليح الإرهابيين وذلك في اتساق دائم وتناغم مستمر مع ما تفعله المملكة الوهابية من دعم لداعش ورعاية للنصرة من قبل دوحة التآمر.‏

فما زالت واشنطن ترغب في أن لا ترى، ولا تجعل أحداً يرى ما تفعله تلك الدول الإقليمية من دعم وتمويل للإرهاب في سورية وتصعيد للحرب عليها عبر زيادة رقعة وحجم الإرهاب وتوزعه جغرافياً وضرب المدنيين الأبرياء وإرهابهم، فهل يمكن لواشنطن أن تجعل الشعب الأمريكي لا يرى ما حدث في فلوريدا أيضاً؟‏

واشنطن والأمم المتحدة أدانت التفجيرات الإرهابية الكبيرة التي قام بها تنظيم داعش في ريف دمشق مؤخراً ويأتي من باب سد الذرائع أمام مواطنيها والمجتمع الدولي في إدانة جريمة موصوفة ومعترف بها من قبل التنظيم الإرهابي الذي تدّعي واشنطن ويدّعي ممثل المجتمع الدولي «القلق» إعلان الحرب عليه!!.‏

روسيا التي انتظرت كثيراً من واشنطن تعاوناً في مكافحة الإرهاب من الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة محاربة تنظيمي داعش والنصرة، أصبحت الآن على قناعة بأن واشنطن تبتعد يوماً بعد آخر عن القيام بهذا التعاون.‏

ويأتي اجتماع القادة العسكريين لروسيا وسورية وإيران في طهران ليعبّر علناً عن درجة عالية من التنسيق بين الحلفاء لمحاربة الإرهاب، وتجاوز طلب التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية التي لن تقدم هذا التعاون لأنه لا يناسب مصلحتها المتمثلة في استمرار الاقتتال على الأرض السورية، ولذلك فهي تسمح لأردوغان بأن يفعل ما يفعله وتبتزه في مكان آخر من سورية، بعد أن أصبحت سورية بالنسبة لها ساحة تجرب عليها خبثها وتآمرها ولا تكتفي بالكيل بمكيالين كما اعتادت سياسياً بل بمكيال يعبّر عن أطماعها، غير عابئة بما يحدث من كوارث جراء دعمها للإرهابيين وتشجيع الدول الوظيفية كبيرها وصغيرها على تقديم التسهيلات للإرهابيين، طالما أن ذلك يبقي الحرب في سورية مستمرة و«إسرائيل» في مأمن حتى الآن…‏

المصدر  – عن جريدة الثورة

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب