تركيا على المحك

ثورة أون لاين- أحمد عرابي بعاج:
مع الزيارات المتبادلة للمسؤولين الإيرانيين والأتراك والتي تحاول من خلالها إيران جعل تركيا تنزل من أعلى الشجرة دون كسر عنق أردوغان المتعجرف،

فإنه من المبكر حتى للحظة الجزم بمدى تأثير ذلك على الأرض، حيث السياسة تحتاج إلى رصيد في الأفعال يوازيها.‏

فرغم الحديث عن استدارة تركية تجاه الأزمة في سورية والتصريحات المنتقدة لسياسة الحكومة التركية من داخل حزب العدالة نفسها، وإعطاء الانطباع بأن شيئاً ما يمكن أن يسرّع في اعتراف تركي بخطئها في سورية، ولا ندري إن كان ذلك يتعلق بالمنهج أم بالتكتيك السياسي، فإنه يبقى مجرد تكهنات أو استنتاجات.‏

إذا ما زالت الحكومة التركية وأجهزة استخباراتها على حالها في دعم الإرهابيين وتشارك بشكل مباشر في معارك حلب إلى جانب الإرهابيين وتقدم لهم السلاح وتدفع بالمرتزقة إلى داخل حلب من الأراضي التركية ناهيك عن تأمين الملاذ الآمن لهم جيئة وذهاباً طيلة أكثر من خمس سنوات.‏

العصابات الإرهابية وخاصة في ريف حلب أغلبها تأتمر بما تمليه عليها أجهزة استخبارات أردوغان ومنها من سما نفسه «بالجيش الحر» الإرهابي الذي يحركه أردوغان ومخابراته في أي اتجاه وأي معركة يريد أن يفتحها، وبات يعمل بالأجرة مؤخراً حامياً لحدودها ومعابرها في أكثر من مكان.‏

فإذا كانت أنقرة ترغب «فعلاً» في المساهمة في إيجاد حل للأزمة في سورية، والتي كانت إجراءات حكومتها أحد أهم أسباب تفاقمها وخاصة في حلب وريفها، يمكن أن يطرح السؤال التالي: هل ستستمر حكومة أردوغان وأجهزة استخباراته في فتح الحدود وتزويد الإرهابيين بالسلاح والمرتزقة كما هو الحال منذ تدخلها السافر في الشؤون الداخلية السورية واستخدام أوراق مختلفة لابتزاز أصدقائها من قبل مَن تناصبهم العداء؟، أم إنها ستذعن لنداء القانون والحق ومصلحة شعبها وتوقف تدفق المرتزقة والسلاح القادم من دول إقليمية تشاركها العدوان على سورية برعاية أمريكية فاضحة؟!!‏

يبدو أن خلاف أنقرة مع واشنطن على مسائل أخرى مثل الأكراد وموقف واشنطن من الانقلاب على أردوغان الشهر الماضي هي التي تتحكم بسياسة حكومة حزب العدالة، وموقفها من سورية قد لا يتعدى رفع أوراق ابتزاز في وجه أصدقائها فقط.‏

فمازال الحديث عن إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية بعيداً نظراً لعدم وجود رغبة لدى ساكن البيت الأبيض في التقدم بهذا الملف واستمراره بالمراوغة إلى حين قدوم رئيس جديد للولايات المتحدة.‏

فالانتخابات الأمريكية تجعل المغامرة في أي اتجاه تصعيدي أو تفاوضي أمراً في غاية التعقيد والحساسية لدى الناخب الأمريكي، وهو ما يجعل أوباما يراوح في المكان على أحسن تقدير.‏

روسيا وإيران تحاولان حالياً إقناع تركيا بأن دورها التخريبي في سورية قد شارفت صلاحيته على الانتهاء وأنه لا مستقبل لمرتزقتها في معركة تحرير حلب وهي محاولة قد يكون عليها مثل ما لها، ولكن «وربما» يحرر ذلك عقل أردوغان الذي كرّسه للإرهاب وافتعال المشاكل مع جوار بلاده، بدل أن يلتفت إلى البناء ورفاهية شعبه الذي تلوّع من الإرهاب الذي تربى في أحضان حزب العدالة والتنمية.‏

وآخرها التفجير الإرهابي في غازي عنتاب جنوب تركيا الذي وصلت حصيلته إلى 54 قتيلاً لا ذنب لهم إلا أنهم مواطنون أتراك في زمن حزب العدالة والتنمية المتحالف مع الإرهاب والذي فتح أراضيه وحدوده لـ«داعش» وجيش الفتح وغيرهم من مسميات لتنظيمات إرهابية لا تعرف إلا القتل وسيلة، فهل تحصل الاستدارة؟‏

آخر الأخبار
الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي "تربية حلب" تواصل إجراءاتها الإدارية لاستكمال دمج معلمي الشمال