ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
ثمة من يحلل ويركب، ثم يقيس ويقص ويفصل ويكتشف.. أن أميركا دخلت سباتاً انتخابياً طويلاً لن تخرج منه قبل الربيع المقبل في أقل تقدير إن لم يكن قبل الصيف، وأنها تبيت في هذا الموسم «بطة عرجاء»
لا حول لإدارتها ولا قوة على اتخاذ قرار أو تنفيذه، لأنها تخشى على موقع مرشحها من الاهتزاز أو تخشى تقدم منافسه، وأن ثمة فرصة لخداع أميركا وأخذها على حين غفلة وعمل كل ما يمكن عمله قبل أن تصحو ثانية!
الإعلام الأميركي هو في الأصل صاحب ومروج مثل هذه الأفكار والخيالات، وهو يريد لها أن تفعل فعلها في إقناع العالم بأن ثمة ديمقراطية حقيقية في النظام السياسي الأميركي، وبأن الانتخابات هي القول الفصل في هذه الديمقراطية، وأن «قدسية» واحترام رأي الناخب الأميركي وميوله تصل إلى حد تعطيل أميركا وشلها من أجله .. حتى التوصيفات مثل «السبات» أو «البطة العرجاء» أو غير ذلك هي من إبداع الآلة الإعلامية الأميركية ذاتها!!
بعض المعوج من عقلنا السياسي الساذج الذي يداوم على الثرثرة بالاستراتيجيات السياسية الأميركية ويجهد في إثبات وجودها ودوامها.. هو نفسه ينقض ذاته ويعود ليطيح بها عند تناوله التكتيكات الانتخابية الأميركية بالتحليل والتركيب، فيراها أوراقاً صفراء جافة في مهب الريح الانتخابية العاتية؟
ليس هكذا أبداً، فإذا صح جزء من هذه التحليلات المبتذلة في الداخل الأميركي.. فلا يصح أي جزء منها في السياسات الأميركية الخارجية، الخاضعة لاستراتيجيات تعبر من أمامها الانتخابات والإدارات والقيادات.. وهي ثابتة لا تتبدل؟