ثورة أون لاين:
لم يكن ثمة عاقل على هذه الأرض يظن أن ما وصل إليه الأعراب من خضوع وتبعية، كان سيحدث، سبعون عاما ونيفا على النكبة، على الدم والحرب والظلم والقهر،
عقود من الزمن والعربدة الصهيونية ماضية في ممارسة المزيد من القتل والتهجير وارتكاب الفظائع، ومع ذلك أمام هول هذا كله، تقرأ وتتابع وترى بالعين ما يمارسه أعراب النفط وفقاعات الغاز، مال حرام يراق بكل مكان إلا على القضايا العادلة.
الكيان الصهيوني يرتكب عدوانا على سورية، وتصد سورية العدوان كما فعلت مع الطيش الثلاثي، ولا نسمع كلمة شجب وإدانة، بل إن بعض العربان هلل له، الشعب الفلسطيني يخرج بمسيرات العودة ويستعد للمسيرة الكبرى في ذكرى النكبة الكبرى، يرتقي الشهداء، وكأن شيئا ما لم يحدث، الطائرات السعودية التي ترتكب المجازر في اليمن ضد الشعب البريء، ماضية في عدوانها، والعالم يتقرج ما دام الدم عربيا، والمقدرات التي نهرق وندمر عربية، فلماذا يتحرك، الصمت أمام الصلف الصهيوني يزداد، وتبعية الأعراب تتعمق.
والمضحك في الأمر أنهم يظنون أنهم أصحاب قرار وقدرة على الفعل، لايعرفون أنهم مجرد دمى تحرك عن بعد، ربما تعطى حبلا أكثر طولا في بعض الأحيان من أجل إيهام الآخرين أنهم أصحاب قرار، ولكن للحظات لا أكثر ولا أقل.
مع اقتراب ذكرى اغتصاب فلسطين، نشعر بالخجل مما نسمع ونقرأ ونتابع (عرب أجروا قرآنهم ليهود خيبر) مملكة بني سعود تفتح مجالها الجوي للطيران الصهيوني، إمارات متحدة كما تسمى ترسل فريقا للعب مع فريق صهيوني، تطبيع مجاني، وانغماس في الذل، لاشيء يحرك ذرة من كرامة عندهم، ومن ثم يتحدثون عن قرارات، أي قرارات، أي عروبة تتحدثون عنها، النكبة في ذكراها نكبات وكوارث تتتالى وربما القادم أعظم.
ديب علي حسن