ثورة أون لاين- أسعد عبود:
لا أدري يا سادة يا كرام إن كان وصلكم النبأ العظيم الذي أنتم فيه تختلفون.. فلسطين ومصيرها هو سؤالكم الكبير أليس كذلك..
يفترض أنه كذلك.. ولذلك جاء الخبر كقصف الصواعق والرعود التي عرفها أيار لهذا العام .. هو أيار شهر المفاجآت.. وكما فاجأنا في عام 1948… وفاجأنا بطقسه هذا العام… نحن نفاجئه اليوم.. العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.. ألسنا شعب الأحاديث والأمثال..؟! بل نحن كذلك.. وقد ضيعنا فيها عمراً نشد بدولاب الحياة إلى الوراء ليصادفنا النصر المزعوم الذي كان..
المهم يا سادة يا كرام الذين تنتظرون مني الخبر العظيم الذي سينتقم لكم من أيار النكبة.. هو أن جامعة الدول العربية – قدس الله سرها العظيم- دعت لاجتماع الأربعاء القادم يعني غداً.. وقالت إنه اجتماع غير عادي.. يعني استثنائي.. ويلك يا محتل.. ويلك يا إسرائيل.. و وينك يا أميركا التي تقيم مع الأحباء الصهاينة ما يشبه احتفالاً عائلياً لنقل سفارتها إلى القدس..!! مختتمة عصراً من التآمر الساخر الذي كان يُغلف أحياناً بقليل من خجل لضمان عدم تأثر رائحة النفط.. ثم هي ضمنت النفط وخليجه ورماله وعبيده من العربان المنشغلين كلياً بإيران والباحثين عن عقدة يضمنون فيها استمرار ارتباطهم كأذناب لأميركا..
جامعة الدول العربية تجتمع غداً لمناقشة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.. خبر صاعق ارتجت له دوائر الغرب الاستعماري وخافت أميركا.. أما إسرائيل نفسها فتكاد تقول: لا.. لا.. أنا مطمئنة فهؤلاء هم الحلفاء الخجولون.. ولا سيما بغياب العدو السوري.. أرأيتم فضائل تغييبه عن جامعت « نا «…
فقط ثمة شيء بسيط يشغل ذهني حول اجتماع الغد الصاعق.. لماذا الأربعاء.. لماذا ليس الثلاثاء ذكرى النكبة.. لماذا ليس في يوم الاحتفال بنقل السفارة.. هنا الذكاء.. هذا اختيار عجيب.. أكيد.. فيه شيء من إبداعات أبو الغيط.. والأجرودي.. فالاتفاق الذي يمكن أن تتفق عليه الدول الغربية بناء على حاسة الذوق وضرورة اللطف مع الصديقين الأميركي والإسرائيلي… ألا يعقدون اجتماعاً يشوش على الاحتفال في القدس بالمناسبة… مناسبة محاولة إنزال راية أخرى لفلسطين.. من أجل التهويد الكامل.. تهويد حتى الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة.. المهم أن نتهيأ جميعاً للمقاومة الدائمة للزحف الإيراني المزعوم..
سبعون عاماً من الكذب والخداع.. الكذب على أرواحنا وخداع ذواتنا.. واليوم يعقدون اجتماعهم غير العادي..؟؟!!
نحن الذين نسينا خيانة عبد الله الأول.. وحفيده الحسين المفدى، لنوليه إدارة المقدسات الإسلامية في فلسطين… نحن الذين أوكلنا للحسن الثاني و وريثه الغالي أن يترأسا لجنة شؤون القدس.. لذلك لا تستغربوا أن يصدر المنغولي محمد السادس أو شبيهه في عمان.. بياناً.. ي ي .. ي .. يبق البحصة…
اجتماع غير عادي غداً للعربان في جامعتهم لمواجهة نقل السفارة الأميركية إلى القدس بمباركتهم… ؟؟!!
طالما أحببتك طويلاً ودائماً يا سورية.. والله.. إن حبي لك اليوم ليتضاعف وأنت مطهرة من جامعة الدنس والكذب والهزيمة..
as.abboud@gmail.com