بهدف توفير إقراض مدعوم للمشروعات المحددة ضمن برنامج تستفيد منه الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، كان إحداث برنامج تمكين الريف السوري في جميع المحافظات حيث يستهدف ما يقارب ثمانية عشر مشروعاً تشمل مختلف الزراعات والصناعات الريفية من غذائية وصناعة السجاد اليدوي والخياطة والحدادة وتربية الحيوانات والنحل وغيرها.
ومع تعديل شروط الاستفادة من هذا البرنامج بعد اجتماعات عدة من الرصد والتقييم ودراسة الصعوبات، ستتاح فرصة أكبر للوصول بخدمات البرنامج لشرائح مجتمعية أوسع خاصة المستحقة منها لجهة ما يتعلق بتحديد العمر للمتقدمين للاستفادة وزيادته حتى الخامسة والخمسين عاماً بدلاً من الخمسين، إضافة لإلغاء شروط الحيازات السكنية والآليات للأسرة لتخفيف الأعباء الكثيرة عن المتقدمين حول معاملات مراجعة العديد من الدوائر الحكومية وقبول المتقدم حتى لو كان موظفاً أو مشتركاً في التأمين.
والملفت في البرنامج منح الأولوية في الاستفادة لفئات الجرحى وذوي الشهداء والأسر المهجرة والعائدة من النزوح والفاقدة لجميع أصولها وفقير الحي والفئات الهشة من الأشخاص ذوي الإعاقة والفاقدة لمعيلها والأسر التي تعيلها نساء ورواد الأعمال.
كما أن تحديد سقف المشروع ضمن البرنامج بمبلغ مليوني ليرة سورية هو لا شك خطوة مهمة لتمويل المشروع وتحقيق النتائج منه لاحقاً، ولا سيما أنه تم السماح لبعض المشاريع الرائدة في حال كانت تخدم سلسلة القيمة أن تصنف كمشاريع ريادية مثل مشاريع مجمعات الحليب أو مسالخ ذبح الدواجن، وكونها ريادية يمكن أن يكون تمويلها بسقف أعلى من سقف المشروع شريطة أن تكون ريادية جماعية بما يعزز العمل الجماعي المشترك بين أفراد المجتمع.
بالعموم إطلاق حزمة تمكين الريف السوري يعلق عليها أهمية كبيرة في ظل الظروف الحالية وما سببته سنوات الأزمة من أعباء وخسائر، فهناك الكثير من الفئات الهشة في مختلف أرجاء الريف في المحافظات هي بأمس الحاجة لتكون مشمولة بدائرة الاستفادة من حزم البرنامج، خاصة مع تنوع مشروعاته.
والمهم أكثر والذي يعد ضرورة لتمكين فاعل للبرنامج هو المتابعة والوصول بالاستفادة للفئات المستحقة والحصول على الإقراض اللازم للمشروع والتقييم لمراحل العمل والإنجاز، وذلك من شأنه أن يحقق الأهداف المطلوبة من البرنامج ويعكس واقعاً أفضل ونتائج إيجابية على المستفيد وعلى المجتمع عموماً.
حديث الناس
مريم ابراهيم
التاريخ: الخميس 18-10-2018
رقم العدد : 16814