بعد اكثر من سبع سنوات من العدوان الغربي الاستعماري على سورية تبدو ظروف التوصل الى حل معقول شديدة الصعوبة على الرغم من الانتصارات الميدانية الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري، إذ ان تلك الانتصارات كفيلة بالتوصل الى وضع اطار وطني لمشروع إصلاحي متكامل يتشارك به جميع المواطنين ضمن اطار القوى والتيارات السياسية والاجتماعية الفاعلة والمؤثرة.
لكن ردور الفعل الإقليمية والدولية المعادية تحاول دوماً تخريب ذلك الحل المفترض فالادارة الأميركية والغرب الاستعماري اضافة الى نظام اردوغان ومشيخات الخليج الرجعية مازالت تضع العراقيل وتمضي في إجراءاتها الإرهابية لانها لم تستطع فرض ارادتها في احداث تغييرات جوهرية في بنية المجتمع السوري.
فقد كانت سنوات الإرهاب الماضية ساحة لاستخدام وسائل القتل والتخريب والتدمير كافة، وهي على الرغم من القوة المادية والمالية والعسكرية والإعلامية التي استخدمتها قوى البغي والعدوان الإرهابية فإنها لم تستطع ان تؤثر أدنى تأثير في بنية المجتمع السوري، وخرجت سورية منتصرة على الصعد كافة.
وبمقابل الانتصار العسكري على المستوى الميداني فقد كان التماسك الاجتماعي في كل المناطق السورية المدى الأوسع للانتصار الوطني الكبير.
وامام هذه الحالة العصية على الاختراق لم يرق الامر لأصحاب المخطط الاستعماري الإرهابي، فكان لهم العمل على البدء في المشروع العدواني من مربعه الأول، فقد كانت كل العمليات الإرهابية المقدمة الأساسية في تنفيذ المخطط الاستعماري الهادف الى تقوية المشروع الصهيوني وجعله امرا واقعاً ومقبولاً من المحيط العربي والإسلامي ومن قبل المجتمع الدولي.
ومن المؤكد ان كل الإجراءات والأساليب التي اتبعها الغرب الاستعماري في عدوانه لم تحقق الهدف المطلق الامر الذي فتح باب المواجهة على مدى أوسع فاليوم يتحرك الغرب الاستعماري بدعم أميركي في محاولة لالغاء كل نتائج الانتصارات السورية التي تعكس انتصار محور مقاومة الإرهاب في جوهرها الحقيقي، وهي لا تترك ذريعة إلا وتحاول استخدامها لمنع الوصول الى الانتصار النهائي.
فالحدث السوري بالقدر الذي يعد واقعاً اقليمياً إلا ان التدخلات الدولية تترك تأثيرها في هذا الواقع المعقد.
وترى الإدارة الأميركية ان إرادتها ومخططها واستراتيجيتها في المنطقة لم تحقق أهدافها وقد سقطت الإرادة الغربية والأميركية امام الإرادة الوطنية في الحرب على الإرهاب فالولايات المتحدة الأميركية التي تدعي محاربتها للإرهاب لم تستطع تسجيل إثبات صادق في محاربة التنظيمات الإرهابية على مدى السنوات السبع الماضية، بل على العكس فإن الاستخبارات الأميركية توظف الإرهابيين في تنفيذ مخططاتها في المنطقة وخاصة في المناطق ذات الغنى النفطي والغازي ، حيث تنشر الولايات المتحدة الأميركية قواتها في تلك المناطق مستخدمة اكبر الأكاذيب في الدفاع عن الحقوق الإنسانية لمجموعات سورية لم تطلب أي تدخل أميركي، وهي تمارس حياتها الطبيعية وتشارك في الحياة السياسية والاقتصادية شأنها شأن السوريين كافة.
واليوم يحاول نظام اردوغان الخروج من الواقع الذي التزم به شكلاً خلال اتفاق سوتشي مع كل من روسيا وايران، فالمجموعات الإرهابية المتواجدة في إدلب ترتبط في معظمها بالاستخبارات التركية إضافة الى التدخلات المعقدة مع الاستخبارات الأميركية والفرنسية والبريطانية واللمانية والإسرائيلية الامر الذي يعني ان العمليات العدوانية مازالت مستمرة بأساليب وطرائق جديدة.
لكن كل ذلك التآمر وكل تلك المخططات لن يقدر لها ان تحقق شيئا على الأرض فقد كانت التجارب السابقة دليلاً على ذلك ، وهي ستلقى نفس النتيجة في الأيام القادمة ولن تفلح المساعي الغربية في احداث أي اختراق في الجسد السوري العصي على الاختراق.
انها المعركة مستمرة بأشكال وأساليب جديدة ونحن مستعدون لمواجهة أي اعتداءات جديدة محتملة لأننا نمتلك الحق والقوة معاً.
مصطفى المقداد
التاريخ: الأثنين 22-10-2018
رقم العدد : 16816